ابتعد قليلاً…..بقلم هناء داوودي

ابتعد قليلاً
كي أفقه سرّ تدفّقك
في مسرى دمي
كنهرٍ لا يكفّ عن الجريان
كي أتجاوز ضحكتك
المجلجلة بروحي
كشدو كروانٍ
في باكورةِ الاصباح
كي أُموْسِق تفاصيلَنا
على أوتارِ رهافةِ الإحساس
كما الندى على خدّ الآقاح
اقترب قليلاً
كي أبدّد الظنّ بالتمنّي
حين لا يكفي الخيال
لأخوض غمارَ الجنون
منذ بدء الشغف
حتى آخرِ شهقةٍ للنبض
امنحني لحظة اتساع
أقيس بها ملامحك
بين رعشةٍ وارتجاف
علّني أراك كما أشتهيك
لا كما يأخذك الغياب
هكذا أنا
أنسلّ من اغترابي
أرميني نحوك على خجل
أستدعي صوتك
أحتسيه بكثيرٍ من نهم
أسحب البساط
من تحت أقدامِ الأيام
وأُراوِد ما تبقّى من أمل
هو طيفُك يسعف ذاكرتي
يطرحني شوقًا بلا وجل
فكلّ ما أصبو إليه صحوة
تُجيز تأويلَ الدمعِ بالمُقَل
من قال إنّنا محضُ حكاية؟
نحنُ الحكاياتُ أجمعُها
حين يأسرنا التخاطُر
لحظةَ طوفانِ المشاعر
فنغدو برغم التهالك
وردتين في كنف الضوء
وشلّالَ وجدٍ هادر