الوَهْم العاري/للدكتورة السورية المبدعة مرشدة جاويش

#الوَهْمُ #العَارِي
ما زِلْتَ بعيداً
كَأنِّي أراكَ تُعانِقُ لَوْنَ الهَبَاءِ
وتَنْقُرُ في النّارِ
أهْدابَ مَنْ باعَها الوَقْتُ
وارتَدَّ عنها الغِطاءُ
هَلْ أفْرَطْتَ في شَهْقَةِ العَارِ
حَتّى اسْتَعْذَبْتَ انْكِشافَ النّسَاءِ؟
وهَلْ كُنْتَ حَقّاً
تُبيحُ الحُرُوفَ لِعَيْنِ العَلانِيَةِ
مِثْلَ احْتِرَاقِ السُّؤَالِ؟
لَمْ تَكُنْ
تَحْتَ كَفِّ الحَنَانِ
سِوَى نَفْسِكَ المُتَّكِئَةِ
عَلَى هامِشِ الرِّيحِ
تُسَرِّحُ ظِلَّكَ
في سُوقِ أشْبَاهِهَا
ما أجْمَلَ الفَجْوَةَ
حينَ تُبَاغِتُ رَغْبَتَهَا
مِنْ جِهَةٍ لا تَرَاهَا المَرَايَا
وتَسْحَبُهَا
مِنْ رَجْعِهَا المُسْتَهَانِ
أتُرَاكَ
سَتُسْعِفُ هذَا الضِّيَاءَ اليَتِيمَ
بِأَثَرٍ نَسِيَتْهُ الآلِهَةُ فِي مَمْشَاهَا؟
أمْ أَنَّكَ
سَتُرَتِّبُ حُمَّاكَ
فَوْقَ ضَفَائِرِهَا
وتَعُودُ إلَيْنَا
بِصَوْتِ الحُطَامِ؟
حينَ جِئْتَ منَ الفَجِّ
كُنتُ أَنا
بِاسْميَ الأوَّلِ
الذي خَبَّأَتْهُ النُّبُوءَاتُ
في نَفَسِ اللَّيْلِ
وكانَتِ النَّوافِذُ
تُدِيرُ ارْتِجَافَ الصَّبَاحِ
كَأَنَّهَا تُنصِتُ
لِأُنثى
تَخَلَّتْ عنَ الشَّوْقِ
لِتَحْمِلَ ما لا يُقال
هلْ أَنا الماءُ
الّذي دَلَكَتْهُ الغُيُومُ
عَلَى خَاصِرَةِ الرُّوحِ
في خِلْسَةِ الانْكِشَافِ؟
لَنْ أَقُولَ
بِأَنَّ صَدَى الجُرْحِ
افْتَرَشَ السَّماءَ
وَارْتَفَعَ بي
لَنْ أَقُولَ
بِأَنَّكَ كُنْتَ
سُلالَةَ ما لَمْ يَقُلْهُ الغِيَابُ
كُنَّا
وَرَاءَ الخَيَالِ
وما وافَى سِوَى ظِلٍّ
خَلَقْنَاهُ مِنْ نَسْيِاننَا
لِيَنْفَلِتَ الآنَ
كَهَمْسٍ أَضَاعَ اتِّجَاهَ المَخَاضِ
هلْ صَدَّقْتَ
نَبْرَةَ ما انْسَكَبَ مِنْهَا؟
أقُولُ:
إنَّها لَحْظَةٌ
لِلْخِيَانَةِ
بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ
وَغَزَلٍ يُرَى مِنْ جِهَاتِ المَكَانِ
وَاللِّقَاءُ
الّذي أَفْلَتَ
مِنْ شِبَاكِ الزَّمَانِ
كَسَرَ المَرَايَا
وانْدَسَّ في فَمِ صَدًى
لَمْ نَكُنْ قَدْ نَطَقْنَاهُ
لِتَبقَى
تَحْمِلُ اسْمَكَ
كَمَنْ يَحْمِلُ خِيَانَتَهُ
فِي وَجْهِ الإلَهِ
#مرشدة #جاويش