تقارير وتحقيقات

المؤتمر الدولي: « تدويل التعليم العالي(iHED 2025) » تحت عنوان: « تدويل التعليم العالي: استكشاف التقاطع بين الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات البحث والجغرافيا السياسية» بوجدة (المغرب).

كتب :محمد العفو،

نظم مركز الدراسات والبحوث في العلوم الإنسانية والاجتماعية بوجدة وبشراكة مع مكتب البرامج الدولية بجامعة الأخوين بإفران، المؤتمر الدولي لتدويل التعليم العالي(iHED 2025). وكان موضوعه: ” تدويل التعليم العالي: استكشاف التقاطع بين الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات البحث والجغرافيا السياسية”، يومي 18 و 19 أبريل 2025 حضوريا.
التقى أساتذة دوليون من الولايات المتحدة الأمريكية وطلبة باحثون من عدة مدن مغربية لتحليل قضايا التعليم العالي، لمدة يومين حول تدويل التعليم العالي في زمن التحول الرقمي والجغرافيا السياسية. يسعى المؤتمر وفقا للجنة التنظيمية إلى تنظيم حوارات قيّمة حول: مستقبل التعليم العالي من خلال أصوات متنوعة من أنحاء العالم، واغتنام فرص جديدة لبناء تعاون دائم.
ووفقا للجنة التنظيمية، كانت جلسات اليوم الأول(18 أبريل 2025) مُلهمة؛ حيث قدّمت استكشافا ثريا ونقديا لكيفية تحويل الذكاء الاصطناعي للتعليم العالي العالمي – من التعلم المُخصّص والابتكار البحثي إلى الاعتبارات الأخلاقية والجيوسياسية.
ناقشت الجلسة الأولى، عامة: “الذكاء الاصطناعي وتدويل التعليم العالي”، وركّزت العروض التقديمية على الآثار الاجتماعية والثقافية للذكاء الاصطناعي، وتآزره مع الأنظمة العاطفية والذكية، كما وقفت عند وظيفته في إضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى المعرفة العالمية. أما الجلسة الثانية: “الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات البحث وتداعياته على السياسات”، فقد استكشفت التقييم الأخلاقي، ومقارنات السياسات الإقليمية، والخصوصية الرقمية في البيئات الأكاديمية المُعزّزة بالذكاء الاصطناعي.
وقد تحدث في الجلسة الرئيسية الأولى: ساجنيك داكشيت Sagnik Dakshit، قويدر مختاري Kouider Mokhtari، عائشة خالد Ayesha Khalid، وستيفن كريج Stephen Craig ( من جامعة تكساس في تايلر، الولايات المتحدة الأمريكية). وأبرز ما جاء فيها، تعزيز التدريس والتعلم باستخدام مساعدي التدريس الافتراضيين المدعومين بتقنية الجيل المعزز بالاسترجاع (RAG). كما قدّمت هذه الجلسة الرئيسية وجهات نظر رائدة حول كيفية إحداث مساعدي التدريس الافتراضيين المعتمدين على الذكاء الاصطناعي ثورة في التعليم العالي من خلال تعزيز التفاعل والتخصيص ودعم البحث، مع طرح أسئلة أخلاقية وتربوية جوهرية.
أما الجلسة الثالثة: ” الذكاء الاصطناعي والجغرافيا السياسية والسيادة التعليمية”، فقد تناولت عروضها التقديمية التصميم الشامل ومناهج القانون الدولي وإدماج طلاب دول جنوب الصحراء الكبرى والآثار الأوسع للذكاء الاصطناعي على السيادة التعليمية في دول الجنوب العالمي.
مثّلت جلسات اليوم الثاني (19 أبريل 2025) انعكاسا حقيقيا لروح المؤتمر متعدد التخصصات، وفقا للجنة التنظيمية. وبدأت بكلمة رئيسية مؤثرة لهدى شاكري (جامعة الأخوين بإفران)، التي ذكّرت بالأسئلة الإنسانية الجوهرية التي تكمن في صميم الذكاء الاصطناعي: من هم أصحاب الأصوات التي تشكل مستقبلنا الرقمي؟ ما هي القيم التي تُوجّه ابتكاراتنا؟ لقد عرّفت في كلمتها بعمل مجلة: ” الذكاء الاصطناعي والمجتمع”، وكما ألهمت التفكير في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي، ليس فقط على ما نقوم به، ولكن على ما سنكونه أيضا.
وخلال الجلسات النقاشية الأخيرة الخامس، استُكشِفت وظيفة الذكاء الاصطناعي في: تصميم المناهج والتوجيه المهني، والتدويل الأخلاقي والشامل للتعليم العالي المغربي، والتوازن بين أدوات الذكاء الاصطناعي والبصيرة البشرية في التعلم والتقييم ومحو الأمية الرقمية، والكفاءة الذاتية في الكتابة، وممارسات تقييم الطلاب، والأبعاد الجيوسياسية والجندرية والاجتماعية والثقافية للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي.
في الأخير، قدّمت إميلي كراوس Emily Kraus (جامعة دي بول) كلمتها الختامية، حيث طرحت منظورا عالميا لتدويل التعليم العالي، وربطت بين الأهداف المؤسسية والتأمل الأخلاقي.
كان مؤتمر تدويل التعليم العالي(iHED 2025) ، بـمقر ” مركز الدراسات والبحوث في العلوم الإنسانية والاجتماعية” بوجدة، فرصة للمساهمة في جعل البحث في القضايا المعاصرة للتعليم العالي دقيقا وثريا، وفرصة للتطلع إلى مواصلة استكشاف المواضيع الحيوية المرتبطة بالتدويل، والمساهمة في بناء مسارات نحو بيئة تعليم عال أكثر شمولا وأخلاقية وترابطا عالميا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى