فيس وتويتر

شريف يونس يكتب :معظم الدول ماعندهاش أدنى استعداد لمناقشة الفكرة الشايعة في المنطقة

أي ناس في البلد دي عندهم الحد الأدنى من القدرة على التفكير ومتابعين الأحداث وشاربين الخطاب السائد في البلد والمنطقة، أكيد خطر في بالهم ولو بشكل عابر سؤال: إزاي ماكرون اللي بيتحدى إسرائيل ومتزعم الاتجاه لاعتراف أوربي بدولة فلسطينية، وقرر باسم فرنسا عمل مؤتمر دولي بالاشتراك مع السعودية علشان المسألة دي…. دا غير نقد وزراء إسرائيليين وممارسات إسرائيلية بشكل أغضب نتنياهو. السؤال: إزاي بقى الشخص دا ذات نفسه صرح بتأييد إسرائيل في عمليتها ضد إيران، رغم إن إسرائيل هي اللي ابتدت مش إيران، وأكد إن فرنسا حاتدافع عن إسرائيل إذا اتعرضت لخطر.
التركيبة دي مش مفهومة هنا خالص، لا هي ولا أي مواقف مشابهة. مثلا جميع الدول تقريبا أيا كانت إدانتها لعمليات إسرائيل في غزة، مافيش حد فيهم حيّا حماس أو رحب بعمليتها، ومعظمهم أدانوا العملية صراحة في نفس الوقت اللي بينتقدو فيه سياسة إسرائيل.
الأمثلة لا تحصى ومش الغرض جمعها ولا تصنيفها. الغرض هو الإشارة لشيء في الوعي العام مانع لفهم المواقف دي (بصرف النظر عن الموافقة عليها من عدمه)، لأنه “الوعي” العام هنا هو يا إما تكون مع العرب أو المسلمين أو أيا كان وصفـ”نا”، يا إما مع إسرائيل. المواقف “التانية” دي بتتفهم هنا، إذا اتفهمت، على إنها مواقف وسط، مسك العصاية من النص، أو حتى مواقف مقبولة بمنطق براجماتي: “أحسن من لما يأيدو إسرائيل على طول الخط”. باختصار مفيش أي إدراك لطبيعة المواقف دي.
المواقف دي بتقول باختصار إن إسرائيل دولة وجودها شرعي، أو شرعي جدا، وليها حق في الوجود، وزي أي دولة من حقها تدافع عن نفسها ضد أي تهديد لها، ومش شرط خالص تستعمل قوة متناسبة، المهم ماتستعملش قوة مش ضرورية لإيقاف الاعتداء عليها. (والخلاف مع إسرائيل حوالين النقطة الأخيرة دي، بخصوص غزة طبعا).
من وجهة النظر دي، محور المقاومة/الممانعة/إيران، أو أيا كان اسمه، هو أصلا أعلن نوايا إجرامية بإعلان هدف القضاء على إسرائيل، وبالتالي يُعتبر أي إجراء تاخده إسرائيل ضد أي تهديد حاصل أو محتمل بشدة من جانب مكونات المحور المذكور، إجراء مشروع من وجهة النظر دي. ودا ما ينطبقش على إسرائيل، لأن إسرائيل قابلة بوجود دولة إيران، ودولة لبنان، إلخ، وأي خلاف مع الدول المجاورة كدول، مش مصحوب بكلام عن استباحتها ونزع الشرعية عنها. ولنفس السبب بيتم التغاضي عن القوة النووية الإسرائيلية، مع عدم التسامح مع إمكانية تمتع إيران بقوة نووية.
خطأ أو صوابا، معظم الدول ماعندهاش أدنى استعداد لمناقشة الفكرة الشايعة في المنطقة بتاعت مدى شرعية دولة إسرائيل، وبتفضل تتجاهلها لأنها لو اتعاملت معاها رسميا حاتدينها مباشرة. النقاش عندها مقبول فقط في حدود مناقشة شرعية موقف معين أو سياسية معينة أو عدوان معين بتعمله. وبالمنطق دا بتدين سياسات معينة أو تحاول تتخذ إجراءات رسمية زي الاعتراف بدولة فلسطينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى