رؤي ومقالات

طه خليفه يكتب :النظام الإيراني الحاكم هو فاشية دينية طائفية مقيتة.

كل المداخيل المالية يحرم منها شعبه الذي يعاني الفقر الشديد، ويستغل المرشد والحرس الثوري هذا المال للنهب منه، وتمويل وتسليح ميليشيات طائفية تخريبية في بلدان عربية، وتهديد دول الخليج واستضعافها.
أين المليارات التي أنفقت على النووي وبرامج التسليح التقليدية من هجمات إسرائيل المتواصلة المكثفة وكأنها دولة جوار لإيران، وليست أبعد منها بألوف الكيلومترات؟.
إسرائيل أكدت خواء هذا النظام الذي لا يعنيه طوال 46 عاماً إلا أن يبقى في الحكم بالقمع والقهر والإفقار لشعبه.
وهكذا كل الديكتاتوريات في الشرق الأوسط.
لو كان هذا النظام عامل شعبة بكرامة، ورفع مستوى معيشته، وركز على التنمية، وليس تصدير الثورة الطائفية، وبناء أذرع خارجية للتدمير، لكانت إيران في مكان آخر خاصة ومحيطها الجغرافي آمن.
لمن لايريدون أن يرون الواقع أبداً ويعيشون في أوهام.. نسب الفقر في إيران قياسية، لهذا تنتشر الانحرافات الأخلاقية بشكل واسع، والقمع بلا سقف، والاعتقالات والإعدامات في محاكمات صورية للمعارضين مسألة روتينية، وسحق أي احتجاجات شعبية سلمية يتم بعنف و دموية.
ولا تزعل.. هكذا النظام الرسمي العربي أيضاً.
نعم، إسرائيل عدو، وإيران لا تدخل أي بلد عربي لتكون صديقاً وطاقة خير وبناء، إنما آلة تآمر وانقسام وتخريب، وأمامكم لبنان والعراق وسوريا واليمن.
أدرك حالة الآسى من حرب الإبادة في غزة، لكن لا تنسى أن حسابات المقاومة لم تكن موفقة، ولم تفهم أنها مرفوضة عربياً ودولياً، وأن لا أحد سيدعمها، والارتكان إلى الحائط الإيراني لم يكن في صالحها، وهو حائط مشبوه ومتداعي.
وللعلم، المظاهرات في العالم ليست من أجل حماس، إنما تعاطفاً مع أهل غزة وضد المجازر.
تريد أن تلعب مع إسرائيل، اعلم أولاً أنك ستلعب مع أمريكا وكل العالم التابع لها، ضع ذلك في حساباتك وأنت تتجهز للعب.
تريد أن تواجه إسرائيل، واجهها، لكن امتلك قوة هائلة، ثم باغتها واضربها بقسوة وفي كل مفاصلها الحساسة، ولا تمنحها فرصة لالتقاط الأنفاس، وهذا ما تفعله إسرائيل مع العرب طوال ما يقرب من قرن، وتفعله مع إيران اليوم.. والاستثناء الوحيد كان مصر السادات في حرب أكتوبر 1973.
النتائج ظاهرة مبكراً.. إيران تخرج من قائمة قوى النفوذ في المنطقة، ويد ترامب على الزناد إذا فكرت طهران في استهداف جنود وقواعد ومصالح أمريكا في الخليج والعراق.
وكانت هذه ورقة مؤثرة في أيدي إيران، لكنها لم تعد كذلك مع وجود ترامب (الغشيم) الذي وافق لإسرائيل على ضرب وتعجيز إيران.
أخيراً.. في أولى ضربات فجر الجمعة لو أرادت إسرائيل لاغتالت المرشد مع القادة الذين قتلتهم في مخادعهم، ولو قررت لنفذت في أي وقت.
و اغتيال هنية، وهو في قلب وحضن الحرس الثوري، رسالة خطيرة لم تستوعبها إيران أم الشعارات الكاذبة.
هؤلاء القادة وأمثالهم في المنطقة هم أسود على شعوبهم فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى