كتاب وشعراء

طُحلب الصّمت …..بقلم مجيدة محمدي

بي حزن ،
حين يتكلّم، لا يصدر صوتًا،
بل يُنْبِتُ على شفتيَّ طُحلب صمتٍ
يأكلُ الكلامَ قبل أن يولد.
وإذا ابتسمتُ،
فإنما أُرْهِبُ وجعي
كي لا ينهضَ في ملامحي كوحشٍ يعرفني أكثرَ مني…

لا شيء يربطني بالعالم
إلّا خيطا شفافا من الذكرى،
كلما جذبتهُ
نزفَ الزمانُ من بين أصابعي.
فأعودُ إلى حجرتي…
أضعُ السؤال على المنضدة،
وأرتّبُ حوله كؤوسًا من الضوءِ المتكسّر،
علّي أخدعُ الغيابَ
بأثاثٍ يشبه الحضور.

بي حزنٌ
يمشي حافياً فوق لغتي،
ويتركُ أثرهُ في ترتيب الجُمل،
فلا أكتبُ “أنا”
إلّا وأشعرُ أنني أقصدُ شخصًا
كان هنا،
وغادرَ قبل أن يعرفَ اسمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى