محمد عبد اللاه يكتب:غرفة العمليات

1 ـ كيف يحرك المخططون الاستراتيجيون الإيرانيون الأقلام على الأوراق الآن؟
2 ـ ما هي الأشكال الهندسية التي يرسمونها؟
3 ـ ما هي الكلمات الرمزية في مصطلحات يصكونها؟
4 ـ ما العلاقة بين السابق واللاحق من أعمالهم المصيرية؟
لست في غرفة عمليات إيرانية تحت الأرض، ولم يسبق لي أن كنت. لكني أستيطع أن أتصور ما يجري، وأستطيع من التصور أن أجيب.
المخططون الاستراتيجيون الإيرانيون شبان، أغلبهم في أوسط العمر، ويشكلون عماد المجهود الحربي الإيراني دفاعا وهجوما واستعدادا للموجات التالية من المواجهات.
القادة العسكريون والعلماء النوويون الذين قتلهم إسرائيل في هجومها في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة كانوا واجهات تملأ المناصب، ولم يكونوا القوة الفعلية المحركة للأحداث وإنما هم هؤلاء الشبان. ولذلك وجهت إيران ضرباتها الموجعة لإسرائيل بعد استعداد يحتاج إلى الساعات التي صار باديا للبعض خلالها أن إيران تأخرت في الرد أو عجزت عنه.
معنى ذلك أن الضربة الإسرائيلية لم تكن تعجيزية. كما أنها لم تكن تصب منظومة القيادة والسيطرة كما تحدث كثير من المعلقين على القنوات التلفزيونية وفي غيرها من وسائل الإعلام.
بعد الضربة الإسرائيلية حرك مخطط استراتيجي إيراني قلمه على مستطيل الورق الكبير الذي أمامه صوب إسرائيل، وفي نهاية الخط تفريعات متعددة تشير إلى موجات قصف صاروخي كثيف تستعيد معها طهران توازن الردع. وبعد مناقشات مقتضبة وافق زملاؤه.
كل خط على الورق له توقيت، أي ساعة صفر.
ثم توالت الخطوط على الأوراق، ورسم المخططون العديد من الدوائر التي تحدد أهداف القصف.
وبعد التنفيذ صارت المواجهات قريبة من الروتين وتتيح التفنن في اختيار الأسلحة وأوقات الإطلاق ورصد النتائج.
عند هذا الحد إيران ناجحة في الرد والصد. وهذه العبارة محشودة بالكلمات الرمزية.
الآن تريد إيران أن تبقى عند هذا المستوى من النجاح وأن تضيف إليه.
لماذا؟
لأنها تتصور أنها إذا فشلت ستتعرض لدمار أكبر مما تعرضت له غزة ولبنان، وأسوأ مما تعرضت له ألمانيا واليابان في تهاية الحرب العالمية الثانية.
وعلى أوراق المخططين الاستراتيجيين الإيرانيين دوائر أخرى مرسومة الآن لقطر والبحرين والإمارات والسعودية حيث أهداف القصف الصاروخي الإيراني إذا رأت الولايات المتحدة أن هجمات إسرائيل غير كافية ودخلت الحرب.
والأخير هو أسوأ سيناريو متصور للخليج والشرق الأوسط والعالم.
(الصورتان للدمار في إيران وإسرائيل)