كتاب وشعراء

حين كتبت، لم أكن أكتب، ……. بقلم // سحر حسب الله // العراق

حين كتبت، لم أكن أكتب،
بل كنت أُترجم همسًا جاءني من حيث لا أعلم،
فأمسكته كما يُمسك الطفل فراشةً لا ليحتجزها،
بل ليقول: “كنتُ هناك حين مرّت”.

هذا الديوان، ليس شعرًا،
بل ظلالُ رحلة.
ربما أخطأتُ الطريق مرارًا،
لكنني كنتُ صادقًا في خطاي،
وفي كل مقام،
كنتُ أخلع شيئًا منّي
لأقترب أكثر من الـ “هو”.

“هو” الذي لا يُسمّى،
ولا يُحاط،
ولا يُدرَك،
لكنّه يُحب،
ويُرى بالنور،
ويُعرف بالسكينة.

إن كنتَ عابرًا لهذه الصفحات،
فاعلم أن التصوّف ليس ثوبًا
ولا مصطلحًا،
بل خفقة قلبٍ يعرف أن لا خلاص
إلا بالحب،
ولا طريق إلا الفقد،
ولا وصول إلا في الذوبان.

وهكذا…
عليّ تصوّفتُ قبل ألف عام،
وما زلتُ أحبو إليه
بأقدامٍ من نور،
وأملٍ لا ينطفئ
——-

#مقام_التجلّي

صرتُ أقرأ الله
في لغةِ الطير،
وفي نظرةِ حارسِ المقبرة،
وفي صمتِ المرضى،
وفي ارتجافةِ يدٍ تطلبُ الرحمة.

كلّ شيءٍ أصبح كتابًا،
وكلّ حدثٍ تجلٍّ
لحكمةٍ خفية

ما عدتُ أُفرق بين القدسيّ والعادي،
فكلّ ما خُلق منه،
فكيف يكون فيه “أدنى”؟

حتى الفتاتُ على مائدةِ الفقراء
صار عندي أقدس من الذهب.

سمعتُه
في نَفَس عجوزٍ تقول: “الحمد لله”،
وفي رِكبة فلاحٍ تنوء
لكنها لا تشتكي.

وفي ضوءٍ يسقط على جبين نائم،
فيلامس وجهه كأنّ الله يقبّله.

هو…
في عيون الأمهات،
في تعبِ العابرين،
في الدمعِ حين لا يجد أحدٌ كتفًا،
وفي الأمل
حين يولد بلا سبب.

التجلّي
أن ترى أن كلّ الطرق
تؤدّي إليه،
وكلّ الأرواح
تُشير إليه،
وأنك لم تكن تفتّش عنه
إلّا لأنه فيك
منذ البدء

———-

#يُربكني القُرّاءُ أحيانًا:
يريدون منّي وجعي الأوّل،
وصوتي حين تشقّقه الهزيمة،
فإذا كتبتُ عن شباكٍ يُطلُّ على النهار،
قالوا: نسيَ الجراحَ وغنّى!
وإن صمتُّ،
قالوا: لم يعُد يملكُ سوى الصمتِ شعارًا
وإن ضحكتُ في القصيدة مرةً،
اتهموا سطري بالخيانة.
وإذا كتبتُ: “أحبُّك”،
سألوا: في أيِّ معركةٍ قُتلتْ؟
وإن كتبتُ عن الغيمِ في تشرين،
قالوا: سحابُك ليس وطنيًّا كفاية!
وإن قلتُ: “الحنينُ يعرجُ في دمي”،
نبشوا الطين بحثًا عن دليلِ الولادة
وإن متُّ قليلًا لأحيا في الحروف،
قالوا: يُتقنُ التمثيل حتى في موته!

يُربكني القُرّاءُ أحيانًا،
ولا أكرههم…
أضعُ تأويلاتهم في مزهرية و أمضي…
لأكتب نصّي كما أراد قلبي،
لا كما أرادوا أن أكون.

سحر حسب الله عبدد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى