أنفخُ في ناي الزمن ………. بقلم // عزوز العيساوي // المغرب

أنفخُ في ناي الزمن ،
لأصالحَ نفسي ،
وأعيدَ رسمَ وقفتي الثابتة..
قُبَّعتِي خيوطهَا من مَجازٍ لا يرِيم ..
أنا وهذا الليل رفيقَان
في رحلة نسيت بدايتها والخِتام ..
مُتْعِبَةٌ
هذه الساعةُ الفارغةُ من أرقامها،
تَسرِقُ من جَيْبِي ما ادَّخَرْتُهُ من زَمن..
لم أكن أعلمُ أنها تُجيدُ لغةَ العيون
حينَ رأيتُها تَرتَشِفُ صَمتي
لِتُوقِظَ فُحُولَةَ الجِدَارِ..
رتابة الوقت
تشد جسدي المتراكم علىٰ ساقِ العُمر
أبحثُ عن نسمةٍ تبعثها نافذة بلا ألوان،
تُصَدِّقُها رئتِي بأول شَهِيق..
مُمسِّكاً
بتلابيب قُميصِ ريح شاردة تنعش روحي،
أنتفضُ في جِلباب عُمقي ،
أفتش عن بقايا ظِلٍّ غيبته سحابةُ
ماكرة..
أرُخِي
خطواتي لأرافقَ الليل،
نَمُرُّ معا بين دروبه،
نُحصِي الحُفر ،
نملأها بغُبارٍ ننفُضهُ
عن قميص في حقيبة بالية..
نُسرعُ خطونَا بأحذِيةٍ عمْيَاءَ
تفتش عن ظلها الضَّائع في الظلام..
وهذا السهر
لازالَ يُمسِكُ برأسي المُثقَلَة..
أُخاتلُه لأنفلِت من قبضته..
تشدني إليه جُرعَةُ الأرق الزائدة،
فأُدمنُهُ كعَاشِقٍ تُقلقُه لحظة من غياب..
السهر يُشعِرني بالحياة،
ويشعرُ الليلَ أني أُدمن السهر لأجله..
وتلك الساعة المُغازلةُ للجدار،
مازالت تُمسِكُ ببطنهَا
كَعقِيمٍ تشتهِي
حملًا من سُلالةَ زَمنٍ جديد..
عزوز العيساوي