فيس وتويتر

د.سيد غنيم يكتب :سرديتان يترددا كثيرًا

الأولى: في إطار خطة الخداع الاستراتيجية الإسرائيلية اتفق نتانياهو مع ترمب على استمرار المفاوضات وكأن الأمور تسير على ما يرام، ثم تقوم إسرائيل بشن ضربة جوية إسرائيل منفذ مبدئي المفاجأة والمبادأة لإنجاح الضربة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها.
الثانية: أن ترمب يعتبر انتهاء فترة المهلة 60 يومًا لإيران هي المحدد الوحيد قبل تنفيذ ضربة ضد إيران.
وفي رأيي لا ترمب مدرك ما يحدث ولا هو قرر لنتانياهو ما يفعله في أي يوم، لأن نتانياهو لم ولا ولن يفعل إلا ما يريده سواء مع أوباما أو بايدن أو ترمب أو غيرهم.
كما أن إيران استجابت لمطلب ترمب بشأن التفاوض بشأن برنامجها النووي والمفاوضات تسير، والمهلة لا قيمة لها طالما المفاوضات بدأت، والاتفاق بين الجانبين لتحديد مواعيد جولات انعقادها وليس من جانب إيران فقط. أي أن الولايات المتحدة مرتبطة بمواعيد الجولات بغض النظر عن موعد انتهاء المهلة، إلا إذا كانت إسرائيل هي من منحت المهلة لكل من إيران والولايات المتحدة لإنهاء المفاوضات بينهما قبل أن تشن ضربتها ضد إيران. وهذا كلام يتجاوز العبط بمراحل.
لم أسمع يومًا أن رجل بشخصية ترمب أن يكون أداة في خطة أو مؤامرة غيره إلا إذا كان لا يعلم شيئًا عنها.
ترمب كرر مرارًا وتكرارًا أنه سينهي الحرب في أوروبا والشرق الأوسط، وكم من مرات تباهى أنه لا يسعى للحرب، كما أنه يسعى لوضع توقيعه على اتفاقية ألغى توقيع بايدن عليها. ويوم الإثنين 09 يونيو ترمب علم أن إسرائيل ستضرب إيران خلال نفس الأسبوع ولم يستطيع منع نتانياهو، فلم يجد حلاً سوى أن يرى النتائج ويتربح منها كما أقنعه ترمب بأسلوبه، وقد أدلى مكتب ترمب بتصريح رسمي مقتضب يفيد بذلك في نفس اليوم، إنّ الرئيس الأميركي أبلغ نتانياهو بأنّ “الولايات المتّحدة قدّمت عرضا معقولا لإيران، وأنّها تتوقّع تلقّي ردّ في الأيام المقبلة”.
باختصار، ترمب حاول تحقيق انتصاراً من المفاوضات مع إيران، ومع إصرار نتانياهو يحاول التربح من نتائج الضربة وكأنه جزء من فعل لم يستطع منعه، وهو ما نجح فيه نتانياهو، حاليًا يسعى نتانياهو لخلق الظروف لحث ترمب على قيادة ضربة مشتركة مع إسرائيل ضد منشآت البرنامج النووي الإيراني سواء باقناعه أو باستغلال خطأ إيراني يستفذ ترمب وبدفعه لذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى