كتاب وشعراء

اكثَرُ مِنْ مَوتٍ واحِدٍ/للشاعرة الدكتورة السورية مرشدة جاويش

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

#أَكْثَرُ_مِنْ_مَوْتٍ_وَاحِدٍ

(لِينُ)
الغِيابِ في ذِكْرَاها
هُنا
فَوْقَ الرُّوحِ يَتَلاشى السُّؤالُ
وتَنْطَوِي الدُّموعُ على أَسْرَارِ الرَّحِيلِ
كنتِ تَسِيرِينَ كَنَسْمَةٍ
فِي فِكْرَةٍ أَخْطَأَتْ تَجَسُّدَهَا
كُنتِ خَفْقاً زَائِداً
فِي قَلْبِ الوُجُودِ
وَلَمْ يَسْتَوْعِبْكِ المَجَازُ
كنتِ تَسِيرِينَ فِي الحُلْمِ
كَأَنَّكِ بَقَايَا سَهوٍ إِلَهِيٍّ
تَكْتُبِينَ الأَبْجَدِيَّةَ
بِصَوْتِ الفَقْدِ
وَتُرَتِّبِينَ الدَّمْعَ
كَنَظَرِيَّةٍ كَوْنِيَّةٍ لِلعُزْلَةِ
فَمَاذَا نَفْعَلُ
أَنَا لَا أَرْثِيكِ
أَنَا أُصَدِّقُ قِيَامَتَكِ الصُّغْرَى
فِي كُلِّ نَفَسٍ
أَشْعُرُ أَنَّكِ
لَمْ تَمُوتِي
بَل أَنَا الَّذِي
تَفَكَّكْتُ فِيكِ
وَلَمْ أَلْحَقْكِ بَعْد
وأنا؟
لم أَعُدْ أُجِيدُ التَّفْرِقَةَ
بَيْنَ ظِلٍّ يَعْبُرُني
وبَيْنَ طَيْفِكِ الّذي لا يَغِيب
كُلُّ شَيْءٍ يُسَاوِمُنِي عَلَيْكِ
كُلُّ مَكَانٍ يَمُدُّ لِي يَدَهُ
فَأُحِسُّ نُقْصَاناً
كَأَنَّ يَدَكِ كَانَتِ الزَّائِدَةَ الَّتِي تَكْمُلُنِي
لم أَقُلْ شيئاً
غَيْرَ أَنَّ المَطَرَ يَتَسَاقَطُ فِي دَاخِلِي
وَالعَالَمَ يُواصِلُ مَشْهَدَهُ العَابِر
كَأَنَّكِ لَمْ تَكُونِي نُوراً
أَو كَأَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ كَفَصِيلَةِ مَعْنًى
بِرَحِيلِكِ
فَكوني بَعِيدَةً
كَمَا يَلِيقُ بِمَنْ
عَبَرَ هذا العَالَمَ
وَتَرَكَ خَلْفَهُ
كُلَّ ضَوْءِهِ
وَإِذَا سَأَلُوكِ عَنِ الدُّنْيَا
قُولِي لَهُمْ:
“أَتَيْتُ لأَكْتُبَهَا
فَلَمْ تَتَّسِعْ لِي”
وعنِّي
لَنْ أُطْفِئَ قَلْبِي
سَأَتْرُكُهُ يَنْبِضُ
فِي كُلِّ شَيْءٍ سِوَاي
لِيَكُونَ هُوَ الدَّلِيلَ
أَنَّكِ كُنْتِ

#مرشدة_جاويش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock