السفير محمد مرسي يكتب :مباشرة وبكل بساطه .

هزيمة إيران ستعني التخلص من الخطر الإيراني ببرنامجيه النووي والصاروخي وبالقوة الإقتصادية التي تموله وكذلك بكل تحالفاته وأذرعه .
وبالتالي التفرغ لتنفيذ الحلم الأكبر الذي ستبدأ مرحلته التاليه بالضغط الشديد علي مصر لتهجير الفلسطينيين لسيناء تمهيداً لضمها والضفة لإسرا*ئيل .
وسيعني هذا التحرش بمصر إذا واصلت موقفها الرافض للتهجير . وسيصل هذا التحرش إلي حد التهديد بدخول سيناء إذا لم تسحب مصر قواتها الموجودة حالياً بالمنطقة ج غير المسموح فيها إلا بقوات شرطه وفقاً لاتفاقية السلام. وستستند إسرا*ئيل في ذلك إلي أن الظروف التي غضت فيها الطرف عن وجود هذه القوات بهدف التعاون لمحاربة الإرهاب في المنطقة قد انتفت من وجهة نظرها . وستواصل مطالبة أمريكا وأوربا بالضغط علي مصر أيضاً في ذات الإتجاه .
ولن يكون أمامنا في هذه الحالة سوي الرضوخ لهذه الرغبة الجامحة تحت أي مسمي يحفظ ماء الوجه ، أو الثبات علي موقفنا الحالي وهو الخيار المتوقع ..
ومن ثم الدخول في المواجهة المباشرة بشكل منفرد ..
فدول الخليج غير قادرة وغير راغبة في نفس الوقت في المخاطرة باستقرار نظم حكمها . خاصة وأن لديها فرصة التطبيع مع إسرا*ئيل الذي اكتمل بالفعل مع بعضها .
ودول المغرب العربي بعيدة جيوسياسياً عن قضيتنا وعن مشاكلنا .
أما سوريا فقد سقطت ويديرها الآن نظام تحيط به الشبهات وتشير توجهاته إلي أنه نظام مهادن ومتعاون مع إسرا*ئيل.
وهكذا الحال مع لبنان والأردن . في حين سيضعف العراق مع هزيمة إيران.
ويتبقي من دول الإقليم تركيا التي تلعب دورها بحنكة ومهارة ستمكنها غالباً من الفوز بنصيب طيب من غنيمة الشرق الأوسط في عهده الإسرا*ئيلي الجديد . ولن تعنيها مصر كثيراً بطبيعة الحال .
فبعد هزيمة إيران ستبقي مصر هي العقبة الوحيدة التي قد تعيق أو حتي تبطئ تنفيذ حلم العصر الذهبي لإسرا*ئيل .
ولهذا فإن مساعي تطويعها وإخضاعها قد بدأت مبكراً ومنذ عدة سنوات ، وذلك عبر آليات ووسائل متنوعه تستهدف إنهاكها اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً وثقافياً ونفسياً .
ولا عجب في ذلك ، فمصر هي الموقع وهي السوق وهي القوة البشرية والتأثير الإقليمي ، أي هي الجائزة الكبري .
أتمني ممن ينظرون لإيران بعين الدين أو التطرف أو حساسيات التاريخ الفارسي أن يصححو بوصلتهم ويعيدو حساباتهم .
صحيح أن لإيران أطماع في المنطقة ولتركيا أطماع مماثلة وكذلك إسرا*ئيل .
ولكن أطماع إسرا*ئيل هي الأقرب وهي الأخطر وهي الأكبر تأثيراً علينا . وذلك بحكم الجوار المباشر وبحكم التاريخ والجغرافيا والعقيدة السياسية التي يدعمها علي الجانب الآخر الفكر الص*هي*وني المتطرف .
وهي عقيدة تري في مصر العدو الحقيقي رغم مظاهر السلام والود الزائف المصطنع والتحالف الهش مع أمريكا .