رؤي ومقالات

جمال محمد غيطاس يكتب :لا يهم أن بأتي الضرب من إيران أو حماس … المهم أن ينزف الصهاينة حتى التلاشي

إذا كنت مسلما أو مصريا على باب الله مثلي … فليس محتما عليك بل ليس مطلوبا منك الغوص في التفاصيل العسكرية والسياسية للمعركة الجارية بين إخواننا في ايران وغزة، وبين الأوغاد القتلة سفاكو الدماء الصهاينة في فلسطين المحتلة، فهذه أمور اكثر من 99% ممن يفتون فيها عسكريا لا يملكون كامل تفاصيلها العملياتية والفنية، والذين يفتون فيها سياسيا لا يعرفون 1% مما يدور في دهاليزها السياسية،
لكن أقول لك: استفت قلبك ووطنيتك، واجعل دينك وقيمك بوصلتك، وحرر نفسك من كل ترهات ونفاق وخوف وجبن، واجعل عقلك صافيا يبغي ما نزله الخالق سبحانه من قيم عليا، جوهرها الحق والصدق والعدل ونصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم، وستجد الآتي:
أولا:
ـ لا يوجد أشرف ولا أنقى ولا اتقي ولا أنبل ولا أجمل ولا أعظم ولا أقيم ولا أروع من رصاصة تطلق من مقاتل في الاتجاه الصحيح … اي باتجاه صدور الصهاينة ومفاصل كيانهم الغاصب المبني علي القتل والسرقة والكذب والعنصرية.
ــ لا يوجد أفضل ولا أنقى ولا أروع من رصاص شريف يعلو مختالا فوق جبال السفاهة والتفاهة والتسطيح والانبطاح التى تكتم انفاسنا وتبدد عزائمنا.
ــ كل رصاصة تطلق في صدر صهيوني يرتد صداها كوخزة ضمير حادة في رأس كل حاكم من حكامنا وكل قابض على السلطة غازل الصهاينة بيد سفلى مجللة بالخزي وبعار مقايضة الحق والواجب بالمنصب الزائل والمصالح الضيقة.
ــ كل ليلة تسقط فيها قذيفة على رأس الصهاينة هي ليلة لا ينام فيها الجبناء من حكامنا كما يحلو لهم، لأن رصاص الحق والضمير سينازعهم منامهم، وسينزع عنهم الدعة والسكينة ويقلب احلامهم السعيدة كوابيس.
ثانيا:
عليك العودة إلى أصل المسألة:
نحن جميعا كمسلمين ومصريين، لسنا في حالة عداء مع اليهودية كدين، ولا اليهود كبشر، فالله قال في كتابه الكريم ان التوراة نور، ولكننا على سبيل القطع في عداء تام مطلق لا هوادة فيه ولا انقطاع مع الصهيونية كعقيدة سياسية استعمارية دموية.
الفرق شاسع بين اليهودية والصهيونية، فاليهودية دين سماوي، له كتاب أتي به نبي كريم، نحن مأمورون من إلهنا وخالقنا، ومن نبينا وسيدنا محمد، باحترامه وتصديقه، واجلال نبيه موسي، ومأمورون بالمعاملة الحسنة مع اتباعه من أهل هذا الكتاب السماوي الشريف.
أما الصهيونية، فهي فكرة تمثل قمة الاستعمار الاستيطاني الاحلالي العنصري الدموي البغيض، أي إحلال مجموعة بشر، في وطن وأرض مجموعة أخري، بالقوة الغاشمة، والعنف المسلح، وإسالة الدماء، ثم تغليف هذه الجريمة الكبرى بسلسلة من الأكاذيب العميقة المنمقة التي لا تنتهي.
ملخص فكرة الصهيونية هي ” الحل السياسي للمسألة اليهودية”، أو قضية اليهود في جيتوهات أوروبا خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر ومطلع القرن العشرين، الذين لم يندمجوا بالمجتمعات الأوروبية، وعاشوا كنتوءات تمثل مغص دائم لهذه المجتمعات، وحار مسئولو ومفكرو الغرب في التعامل معهم، حتي تفتق ذهنهم عن البحث لهم عن وطن خارج أوروبا، يعيشون فيه، لتنأى أوروبا بكاملها عن متاعبهم، وبعد البحث في سلسلة مناطق بأكثر من قارة، وقع الاختيار علي فلسطين، كأرض يطبق فيها الحل السياسي للمسألة اليهودية، وقدمها الاستعمار البريطاني لقمة سائغة ليهود أوروبا، ليغتصبوها بالسلاح والدم والعنف والكذب، علي حساب الملايين ممن تعرضوا للمجازر البشعة، من سكان فلسطين، منذ أن وطأت العصابات الصهيونية ارض فلسطين نهاية القرن التاسع عشر، ثم قيام كيانهم الغاصب القرن الماضي، وحتى الآن.
كل من يعيش علي أرض فلسطين الآن معتنقا فكرة الصهيونية، سواء كان يهوديا أو غير يهودي ، هو غاصب محتل، سارق للأرض بقوة السلاح، قاتل سليل مجموعة قتلة، سفك الدماء، أو يوافق علي سفك الدماء، أو سيسفك الدماء في أية لحظة بدم بارد وعقل لا يأبه بالإنسانية والقيم التي أمر بها خالقنا.
والكيان القائم هناك هو كيان صهيوني، حتى وإن قيل عنه أنه دولة اسمها إسرائيل، ومن ثم فهو في جوهره قضية صراع مع أصحاب مشروع استعماري قائم على السرقة والقتل، واستحلال حقوق وحياة وأراضي الآخرين، صراع قد تهدئه بعض أحضان المطبعين والسفهاء، لكن بالقطع لن تنهيه مئات الاتفاقات وملايين التخريجات والتبريرات.
من هنا فإن رأيي الواضح والثابت والصريح في قضيتنا الكبرى الأم كمصريين ومسلمين “قضية فلسطين”، أنه لا يوجد شيء اسمه إسرائيل، وإنما يوجد كيان أنشأه ويديره الصهاينة، القتلة السفاحون الكذابون المحتلون العنصريون السارقون المغتصبون للأراضي وحقوق الغير بالقوة الغشوم.
وعليه فتقديري فإن أي مصري وأي مسلم وأي منصف وأي شخص لديه ذرة من ضمير، وقدر من عدل ولمحة من إنصاف، يتعين عليه أن يكون في صدام مباشر حاد بات سرمدي مع فكرة الصهيونية، ومشروعهم المسمي زورا بإسرائيل، والذي يبدو في مسيرة الإنسانية كالورم السرطاني الخبيث في الجسد، أي جسد، سواء كان جسد دودة بين احجار الأرض، أو وحش يحيط بالأقصى وما حوله من الأرض الطاهرة التي باركها الله.
الخلاصة: لا يهم أن يكون ضرب الصهاينة من قبل إخواننا واشقائنا في إيران أو حماس … المهم أن ينزف الصهاينة حتى الموت والتلاشي، فهم عدونا الأول والأخير، وليس لنا عدو غيره، رغم أنف كل منافق وكل طامع وكل لاعق لما تحت حذاء النتن ياهو…
والمجد كل المجد لكل مقاوم وكل شهيد وكل من رفع السلاح في وجه الصهاينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى