كتاب وشعراء

نحنُ المسرورونَ جدّاً…..بقلم نعمان رزوق

نحنُ المسرورونَ جدّاً
كلّما ضحكنا
يخرجُ الدمُ من فمِنا ..
فكلّ ما نملكه في هذا الشرق اللعين ،
سماء لا تعرفنا ..
و أرض لا نُدفن فيها من غير وساطة القاتل .
نحنُ المسرورون جدا
لا نشبه سوى نشرة أخبارٍ مؤقتة
بين عدوّينِ لدودين
يتبارزانِ بالصواريخ
ويُصفّيانِ حساباتِهما
على جثثنا ..
عدوٌّ
يجرُّ الكونَ من لحيته
كما لو أنّه بهيمةٌ تُساقُ للذبح ،
وعدوٌّ
يكتبُ آياتِه
على صواريخٍ بلهاء ،
و السماءُ تصفّقُ !
نحنُ المسرورون جدّاً
حين يسقطُ مبنى في تلّ أبيب ..
لا نُصفّق و حسب ،
بل نعدُّ الركام المتطاير هنا و هناك
كما تعدُّ أمٌّ فقيرةٌ
قطعَ الخبزِ اليابسة .
نحنُ المسرورونَ جدّاً
حين تشتعلُ نارٌ في نطنز ..
نُردّدُ ( الله أكبر )
ثم نُطفئُها في صدورنا
كي لا تُحرق
ما تبقّى من أحلامٍ محطمة .
نحن المسرورون جدا
لأننا في المنتصفِ ..
مجرد قاعة انتظارٍ
لرصاصٍ لا يعرفُ
من أينَ جاء
و لا أين يذهب ..؟
نُصلّي صلاةً بلا قبلة ،
و نموتُ موتاً بلا جهة .
أيُّها العدوّانِ اللدودان ..
و أنتما تتبادلانِ الكُرهَ المضيء
لا تنسَيا أنكما
قد زرعتما فينا :
حقولَ أيتام ،
و غاباتِ لاجئين ،
و أمهاتٍ يتقنَّ النحيبَ
بِعِدَّةِ لغات ،
و أنّ الحصادَ لأمثالكما لا بد
“مُدَوبلٌ ” ..
فناء و عدم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى