يسري فوده يكتب :حين يلتقي الغثاء بالغثاء

على هامش تحقيقاتنا في ملابسات أحداث الحادي عشر من سبتمبر 9/11، التقينا بعدد من العملاء والضباط السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية CIA. كان من بين هؤلاء فيليب جيرالدي، وهو رجل استخبارات من الطراز الكلاسيكي، يتمتع بقدر وافر من دماثة الخلق، والضمير الحي، والولاء الذكي لمصالح بلاده الحقيقية كما يراها. على ضوء المشهد الراهن، من المفيد العودة إلى ما قاله يوم 7 مارس 2014:
“لو ذهبت الولايات المتحدة إلى حرب على إيران في المستقبل القريب لن يكون هذا بسبب أن طهران حقًا تهدد أمريكا، وإنما سيكون بسبب أن إس.رIئ-يل واللوبي القوي لها في الولايات المتحدة قد نجحا في خلق ذريعة زائفة لتمرير مثل هذا الفعل. إن نتنياهو – الذي قال يومًا ما إن الحادي عشر من سبتمبر كان حدثًا جيدًا لإس.رIئ-يل – يقوم بمحاولات متكررة لإلزام إدارتنا بخطوط حمراء تضيّق نطاق البدائل أمام البيت الأبيض كي يتخذ خطوات عملية داخل الجيش ضد طهران. ليس لديّ شك أيضًا في أن إس.رIئ-يل – التي اعتادت على السلوك دون محاسبة مع من تزعم أنهم رعاتها وأصدقاؤها في واشنطن – قد تفبرك ذريعة لشد أمريكا إلى صراع جديد، ذريعة من مثل ما فعلته في فضيحة لافون في الإسكندرية، مصر، عام 1954، أو الهجوم المصطنع على السفينة العسكرية USS Liberty عام 1967”.
كما أثبتت الأيام، لم يكن غثاء كنتنياهو في نهاية المطاف في حاجة إلى اختلاق ذريعة من هذا النوع كي يقنع غثاءً كترمب لشن الحرب.