حمزه الحسن يكتب :حرب العالم

هذه ليست حرب اسرائيل مع إيران بل حرب الناتو وأمريكا والنظم العربية وإسرائيل،
لذلك فالسؤال عن من المنتصر؟
هو سؤال ملغي لأن المنتصر في هذه الحرب من يقف وحيداً أمام جبروت العالم ويقاتل ويقاوم ويرفض الاستسلام والهزيمة،
في حين نظم عربية ترفع راية الاستسلام من تصريح من موظف صغير في البيت الأبيض.
لماذا تحاشى نتنياهو الاجابة على سؤال عن احتمال اغتيال السيد على خامنئي؟ يعرف هذا السفاح ان السيد خامنئي يلقب في ايران بـــــــ” الشهيد الحي” :
” في 27 حزيران 1981 كان يلقي الخطاب في صلاة الجمعة عندما انفجرت القنبلة في مسجّل الشريط الذي كان موجها أمامه وأصيبت ذراعه وحباله الصوتية ورئته إصابات خطيرة وانقطعت عدد من العروق وعصبات من يده اليمنى فأُصيبت يده بالشلل التّـام حتى اليوم”.
ومع ذلك واصل الخطاب وهو ينزف واقفا.
إن مفهوم الموت عند هذا الصنف من القادة ليس هو نفسه عند قادة الغرب واسرائيل والزعماء العرب الذين يتبولون في سراويلهم من خطاب تهديد.
خلال اجتياح بيروت عام 1982 بعد تعرض السفير الاسرائيلي
شلومو أرجوف في لندن الى محاولة اغتيال كذريعة وهناك معلومات مختلفة تقول انه كان يعاني من سرطان في مرحلة متأخرة فقام الموساد بتصفيته، خلال الاحتياح اتصل قائد لواء دبابات بقيادته قائلاً:
” تريدون مني قتلهم وهم يريدون الموت ، ماذا أفعل؟”.
القيادة العسكرية الاسرائيلية عمياء لا تعرف غير لغة السلاح وقد تربح حربا لكن تخسرها في السياسة. من لا يستسلم لا يخسر. كسر الارادة هزيمة كما حدث مع نظم عربية مجاورة لاسرائيل.
أعلنت اسرائيل الحرب ولا تملك خطة خروج وتعتمد على وحدة القطيع الغوغائي الاسرائيلي والعودة به للذاكرة واللغة التوارتية عن الأسد الصاعد ــــــ في النهاية سينزل ـــــــــ القطيع الذي يفيق مع الوقت على حقائق مغايرة، لكن تُرك للرئيس الأمريكي فرصة توقيع وثيقة الاستسلام التي لن تحدث ولو هدد بمحو إيران.
على أية صورة ستنتهي الحرب، ستكون إيران منتصرة، الحرب أولاً وأخيراً صراع إرادات تدار بالأسلحة.
هذه الحرب العالمية ضد ايران ليست من أجل مفاعلات نووية وصواريخ فحسب بل من أجل قتل” النموذج” المقاوم للكيان، هل تمتلك غزة مفاعلات؟
لا مصلحة لايران في هذه الحرب وفي حصار منذ عام 1979 حتى اليوم، بل المصلحة الايرانية تتطلب نفض اليد من قضية فلسطين المركزية مقابل رفع الحصار الخانق،
وهذه ليست المرة الأولى في حرب مع العالم بل الثانية في حرب الخليج الاولى يوم كانت بلا جيش ولا مؤسسات ولا صواريخ بعد تفكيك الجيش الامبراطوري وتحريض صدام حسين بضربة خاطفة وستنهار تحت انتفاضة شعبية كما هو الوهم الاسرائيلي اليوم،
وفي نهاية الحرب اكتشف صدام ان تلك الحرب كانت فخأً وقع فيه وقال:
” كانت مؤامرة وعملية الهاء للعراق وايران”