صُورةٌ ، لِـــ “أحلامكَ اليَقِظة”…..بقلم أفراح الجبالي -تونس-

أيّ لوْنٍ يُقارِب يأْسي يا غُوغان ؟* حِين يأتي
اللَّيْل
وما الّذي يُحاوِلُه الهواءُ خلْف
سِتارتي ،
مُتمنِّيـا
( وراءَ كُتْلة النافذة )
أ وُجُودي على كوْكَب صغير مجْهول
اسمٌ للعُزْلة ؟
هذا وقتٌ لنوْمِهم … والشِّعرُ حَزين
قُلْ :
خارِجكَ، هل يتوَقَّفُ رَسَّامو النوْم !؟
أحَدٌ هناك …
في الجَنوب
لسانُه المُلوَّن في كثافَةِ بحْرٍ وَحْشيّ ،
يَنْتُف وجَعي ،
يُضحِّي بحَياتِه ،
مُزمْجِرا في يَدِي يتَحَفَّز عنْد ساريَة الجِدار
أتعقَّبُ الجُزُر
وقد عَطَّلتْها الأشياء
التَّصْوِير
الأقَلُّ تحدِيدا ، يُباشِر
أَسْقُط
تَسقُط
كفَتياتِ البَرْبَر ، وعلى جَسَدِها المَعْشُوق ، الحُزْنُ الطَّوِيل البَتَلاَت ……… وظِلُّ حَشَرات
يَحْدُث فجْأةً ! ، ضَرَبات عائدةٌ مِن ظَهِيرتِهنّ :
نَعُود
بأثْداء
لمْ تُعطِّلْها
الأفْكار
قُلْ ، ما الّذي يُحاولُه
الهوَاء
يَدِي على ثَدْي الأحْلام ،
العُشْب على قَدَميْن ؟ البُهْرَة ؟؟
سمَكةُ لا نهائيَّةِ الرَّسَّامَة ؟ مَنْ رسَمتْ خارجَ الأمْوَاه المُغْمضَة ؟
وَمِيض الضَّوْء
قلْ:
ما تُرِك
وحيدا
ونَقِيّا …
وأُحدِّقُ حَوْلي ، يا غوغان ، لأرى …
الثُّقب
الذي ، في قلْبِ العيْش
فقط لأجِد ريحًا قَلِقة مِن شَعر ، زهورا زرْقاء فوْقه ،
لعلَّها تحْت
هلْ نِمْتُ خارج هذا اليأْس !؟
الأصواتُ قَتَلتْها الشَّمْس
خائِنةً للنَّاس مُنذ البدايَة ، طابةُ غَزْل تلْتفُّ في مَشْغلِها ، بحَمَإ تَعْبُر
جسْرا
( ربما هو اللَّون )
مُكِبَّةً الأسْلُوب ،
سَمَاءَه ،
وبخَوْف سمَكةٍ ترْتَقي
المُنْحدَر … الصَّرْخَةَ الكبْرِيتيَّة …
أضجُّ بمائي
بمائي أضجّ
تَعْبُر
هكذا ،
قادِمةً ذات يَوْم
مِنْ آخَر ما
لا مِرْآة !
بُقَع كبيرةٌ منَ اليأْس القويّ .
وهذه الّتي رَأتْ
و تُرِكتْ وحيدةً ، خارج نافِذتي ،
عاجزة عن التفكِير . وما يَرُوق . أيَّتها الجِبالُ العاليَة !
بُقَع كبيرةٌ منَ اليأْس القويّ
[ وهذه الّتي رَأتْ ]
و تُرِكتْ وحيدةً خارج نافِذتي
رعْويَّة … هناك …
صامتةً حقا ،
مُتذكِّرَة كلَّ شيء .