طيار اسرائيلي شارك في الهجوم على إيران: “كنا نظن أننا سنواجه منظومات دفاعية أكثر فاعلية”

“حين كنا نحلم طوال السنوات الماضية بتنفيذ غارة على إيران، كنتُ أتخيل شيئًا مختلفًا”، يقول الرائد “ن”، البالغ من العمر 31 عامًا، متزوج وأب لطفلة، ويخدم كطيار مقاتل في سرب طائرات “باز” التي قادت الهجوم.
“كنا مستعدين لاحتمال أن نواجه دفاعًا جويًا أكثر فاعلية مما واجهناه وما نواجهه اليوم في إيران”، يروي الرائد “ن”.
لكنه لا ينسب إنجازات سلاح الجو الإسرائيلي وتفوقه الجوي إلى فشل الجيش الإيراني، بل يقول: “هذا جيش قوي، وما زال يمتلك قدرات عالية، وعلينا أن نكون متواضعين.”
ويتابع قائلاً: “لقد استعددنا لفترة طويلة جدًا للهجوم على إيران ولمجموعة متنوعة من السيناريوهات، وهذا ما أدى إلى أن تعمل المنظومة كلها بتناغم.”
ويضيف: “كل أنظمتنا عملت بشكل مشترك لتمكيننا في مرحلة مبكرة جدًا من إلحاق الضرر بمنظومات الدفاع الإيرانية، وضربها بقوة لنصل إلى الوضع الذي نحن فيه اليوم.”
“المعلومات الاستخبارية التي نحصل عليها ببساطة مذهلة”، يؤكد الرائد “ن”.
“لا يكاد يوجد شيء يفاجئنا. مستوى المعلومات الاستخبارية التي يمتلكها سلاح الجو من جميع أجهزة الاستخبارات هو على أعلى مستوى.”
ويضيف: “لقد استعددنا طوال السنوات لهذا الحدث – أن نُطلب للذهاب إلى إيران – وبلغنا مستوى عالٍ جدًا من الجهوزية.”
عندما توجّهوا لأول مرة نحو إيران، رصد سلاح الجو مشاهد طائرات مقاتلة إيرانية،”لكن هذا أمر كنا مستعدين له”، يطمئن الرائد “ن”. ويشرح أن سلاح الجو الإسرائيلي “كان لديه أيضًا سيناريوهات لاحتمال تهديد من مقاتلات إيرانية ومعارك جوية ضد طائرات العدو.”
ويضيف: “لا يوجد طيار لا يحلم بخوض معارك جوية. عندما رأينا طائرات سلاح الجو الإيراني تقلع، كان هناك حتى شعور خفيف بالفرح”، لكنه يتابع قائلاً:
“لكن بعد بضع دقائق، شعرنا بخيبة أمل معينة: رأيناهم يتجهون شرقاً. لقد أخلوا طائراتهم من المواقع التي خافوا أن نضربها، حتى لا نصيبها – للأسف، لسعادتهم، هربوا منا.”
عندما تحلّق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي فوق إيران، يلاحظ الطيارون أحيانًا إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية وهي في طريقها نحو الأراضي الإسرائيلية.
يقول الرائد “ن”: “نحن نرى إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل. نرى عمليات الاعتراض، وللأسف نرى أيضًا سقوط الصواريخ في مراكز المدن.”
ويتابع:”بالنسبة لي، كل صاروخ أرض-أرض ندمره لهم هو صاروخ أقل يُطلق على المدنيين الإسرائيليين، وكل منصة إطلاق ندمرها هي ضربة أخرى لقدرتهم على إيذائنا. جميعنا نعي تمامًا ما نقوم به هناك.”
المصدر:صحيفة هآرتس الاسرائيلية