رؤي ومقالات

عبد الناصر سلامه يكتب :شوف بقى وربنا يتولانا

خطة نتنياهو المعلنة، هي إعادة رسم خريطة المنطقة، اللي هي من وجهة نظر ترامب، توسيع جغرافية إسرائيل، على حساب دول الجوار طبعاً.
الطريقة الوحيدة لإجهاض الكلام ده، كانت تقتضي الوقوف مع المقاومة الفلسطينية في غزة، ومع حزب الله في لبنان، لكن ذلك لم يحدث، ودا أكبر خطأ استراتيجي ارتكبه حكام المنطقة.
الفرصة سنحت مرة أخرى بالاصطفاف مع إيران، إلا أن ذلك أيضاً لم يحدث، معنى كده ان الخطة ماشية وبسرعة، وتتمثل في الآتي:
١- تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، ودا مش ها يلاقي أي مقاومة، لا من عباس في الضفة، ولا من ملك الأردن، شوية مناوشات فلسطينية تحسم بالإبادة، كما في غزة.
٢- تهجير الفلسطينيين من غزة إلى داخل مصر، وليس إلى سيناء، علشان ينسوا حكاية العودة دي تماماً، وحتى لا يفكر أحد منهم في المقاومة أو حتى في إزعاج كيان الاحتلال يوماً ما، والمشروعات السكنية في مصر كتير وجاهزة، وفي انتظارهم.
٣- احتلال القنيطرة وجبل الشيخ في سوريا يصبح أمراً واقعاً، كالجولان تماماً، ويمكن التوسع مستقبلاً أيضاً، مع الوضع في الاعتبار أن النظام الجديد في سوريا لديه الاستعداد لأي تنازلات مقابل الاستمرار في الحكم.
٤- استمرار احتلال الجنوب اللبناني، والتوسع لما بعد الليطاني، وربما بالتدخل الفرنسي، يكون الليطاني هو الفاصل الطبيعي.
٥- إصرار أمريكي على المرور مجاناً من قناة السويس، في إطار بلطجة، تتضمن تدخلاً صارخاً في سيناء، باعتبارها امتداداً لريفيرا غزة، ودا نتيجة ترك سيناء منذ الانسحاب الإسرائيلي منها عام ١٩٨٢ بلا تعمير حقيقي، حيث كان المنطق يقتضي وجود ٢٠ مليون مواطن هناك.
٦- تطبيع إسرائيل بالأمر، مع كل دول المنطقة دون استثناء، ووجود صهيوني قوي في مشروع نيوم السعودي، وتغلغل في كل الفعاليات من الرياض حتى المدينة ومكة، والحصول على نفط بأسعار مختلفة عن السوق العالمي، وغير ذلك من اتفاقيات إذعان مع كل الوطن العربي.
٦- التيارات الإسلامية، سوف تبتهج كالعادة بالضغط على الأنظمة الحالية، والإطاحة ببعضها، إلا انها سوف تجد نفسها أمام ما تسمى بالديانة الإبراهيمية، التي سوف يتم فرضها على المنطقة، بفتاوى رسمية، وحين ذلك لن تسمع صوتاً لأحد، وما أكثر السجون في العالم العربي، ونعود لنتحسر على الأيام الخوالي.
٧- التهديدات لمصر، لن تتوقف على سيناء، ذلك أنها سوف تطال الداخل من وجوه عديدة، وأعتقد التفاصيل واضحة وكثيرة.
في كل الأحوال تظل مصر، الدولة الوحيدة بالمنطقة، التي يمكن ان تتصدى لهذا المشروع، الذي يهدف إلى هدم الدين والدنيا والهوية في آن واحد، إلا أن ذلك كان يقتضي مواقف وإجراءات استباقية، بالتزامن مع ما يجري مع إيران على أقل تقدير، إلا أن المخطط الإسرائلي نجح في الانفراد بكل جبهة على حدة، وسواء كانت جبهة مصر قبل أو بعد جبهة الضفة، فإن الأمر كارثي من كل الوجوه.
٨- مازلت أؤكد أن أخطر ما يهدد مصر حالياً وفي المستقبل، هو الطابور الخامس، الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي، قياساً على ما حدث في إيران، وسوف نفاجأ بطوابير أخرى، إن لم يتم تدارك الأمر على وجه السرعة، بوأد هؤلاء وأولئك.
٩- يبدو أن حروب الجيل الرابع والخامس، ومن بينها حرب البيجر في لبنان، وحرب المسيرات في أوكرانيا، وحرب الجاسوسية في إيران، وغيرها من حروب الإنترنت والذكاء الصناعي، هي التي سوف تحسم كل الأزمات في المنطقة وخارجها، ولا أدري قدر استعدادنا لها.
١٠- أدعو الله سبحانه وتعالى، أن تكون مصر عصية على الأعداء، أعداء الخارج وأعداء الداخل، وأن يخرجنا منها سالمين، مع الوضع في الاعتبار أن استمرار وجود ذلك الكيان بالمنطقة معناه، استمرار القتل والدمار والكوارث مدى الحياة، ذلك أن أطماعهم لا حدود لها.
وتبقى كلمة مخلصة لله ورسوله، وهي أن كل ما جرى وسيجري، نتيجة طبيعية لتخاذل الحكام، الذين أسقطوا فريضة الجهاد، وتخاذل العلماء الذين لم يحملوا هذه الفريضة على عاتقهم وتقديمها للحكام، ناهيك عن غباء الحكام أيضاً، الذين رأوا في كرسي الحكم أقصى غاياتهم، حتى لو كان ذلك على حساب شعوبهم وأوطانهم ودينهم، أما الشعوب فقد ارتضت الفيسبوك لتغيير المنكر، كأضعف الإيمان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى