مصطفي السعيد يكتب :إسرائيل تستغيث وتطلب تدخل أمريكي عاجل لإنقاذها

بعد الضربة الصاروخية الإيرانية التي أصابت معظم أهدافها فجر اليوم، ومنها مركز القيادة العسكرية المتاخم لمستشفى سوروكا بمدينة بئر السبع، وعددا من المواقع التي طوقتها القوات الإسرائيلية لمنع تصويرها أو مشاهدتها، وفرضت حظرا مشددا على تداول أي معلومات حولها، أطلقت إيران عصر اليوم صاروخا متعدد الرؤوس الحربية لأول مرة، وقادر على المناورة، بما يجعل إسقاطه شبه مستحيل، خاصة في ظل إعلان عدد من الصحف والوكالات الأمريكية عن نضوب مخزون إسرائيل من الصواريخ الإعتراضية، ما يجعل الأهداف الإسرائيلية مكشوفة أمام الصواريخ وحتى المسيرات الإيرانية، واستغاثت بأمريكا للتدخل لإنقاذها، لكن السؤال المهم جدا : هل أمريكا لم تكن قد تدخلت في الحرب ضد إيران بالفعل؟ لقد أرسلت أحدث طائراتها بكامل تجهيزاتها، منها إف 35 الشبحية، وقدمت الدعم اللوجستي بتزويد الطائرات بالوقود في الجو من قاعدة خليجية، ووجهتها إلى أهدافها بالأقمار الصناعية، وتصدت للصواريخ والمسيرات الإيرانية، وزودتها بأخدث الذخائر وأكثرها دقة وقوة، وكل شيء تقريبا عدا إعلان الحرب على إيران، فماذا سيفيد إسرائيل من تدخل أمريكي معلن؟ ستكون القواعد الأمريكية في دول الخليج القريبة أهدافا سهلة، ستخرج القوات الأمريكية من العراق وربما من سوريا أيضا، ستكون حاملات الطائرات الأمريكية في مرمى صواريخ سجيل وخيبر الفرط صوتية، ما سيسبب كارثة لأمريكا، لن يكون من السهل أن تدمر أمريكا أهم المواقع النووية الإيرانية في بوردو، لأنه تحت جبال جرانيت صلبة وعلى أعماق كبيرة، ومصمم بشكل زجزاجي، حتى لو أصيب ستكون الإصابة محدودة .. وهناك أنباء عن خروج منظومات دفاع جوي إيرانية كانت مخبأة في الجبال، ووصول أخرى من روسيا وباكستان والصين، وصواريخ ووقود صلب من كوريا الشمالية، أي أن الحرب العالمية ستدخل مرحلة الصدام المباشر في حال تدهل أمريكا، وهو ما يجعلها مترددة بين خيارين كلاهما صعب.