كتاب وشعراء

«رِثَاءُ الخَلِيْلَيْنِ» محمـد الصبان/اليمن

أَيا صاحِبَيَّ الراحِلَيــــــــــــــنِ كِلاكُما
أَرى القَلبَ مَحــــزونًا عَلى ما عَراكُما

وَقَفتُ عَلى الأَطلالِ أَبكي فِراقَكُــــم
وَأَندُبُ حُزنًا طالَ فيــــــــــــهِ رِثَاكُمَا

وَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّ أَرعـــــــــى نُجومَها
أُناجي خَيالاً طَيفُهُ مِــــــــــن رُؤاكُما

وَما كُنتُ أَدري أَنَّ يَومًا سَيَنقَضـــــي
وَأَبقى وَحيدًا بَعــــــــــدَ طولِ لِقاكُما

فَيا لَيتَنـــــــــــي قَبلَ المَماتِ أَزُوركُمْ
وَأَقضي حَياتي فـــــي رِحابِ ثَراكُما

سَقى اللهُ قَبرًا ضَــمَّ طيبَ عِظامِكُم
وَجادَت عَلَيهِ الغَيثُ حَتَّــــى سَقاكُما

وَإِنّي لَأَستَبقي الدُّموعَ لِفُرقَـــــــــــةٍ
وَأَحفَظُ في قَلبي جَميــــــلَ عَطاكُما

فَلا العَينُ تَنسى ما رَأَت مِن جَمالِكُم
وَلا القَلبُ يَنســـــــى ما حَباهُ نَداكُما

وَكَم مِــــــــن لَيالٍ قَد قَضَينا سَعيدَةً
أُعيـــــــــدُ إِلى ذِهني شَذى ذِكرياكُما

وَإِنّي لَأَرجو أَن أَراكُم بِجَنَّـــــــــــــــةٍ
يَطيبُ بِها عَيشي وَأَلقــــــى رِضاكُما

وَما زِلتُ أَدعو في صَلاتي وَخَلوَتــي
لِرَبِّي عَســــــــــــى يَومًا يُتيحُ لِقاكُما

وَإِن كانَ هذا المَـــــوتُ حَتمًا وَغايَةً
فَإِنِّي عَلـــــــى دَربِ الوَفاءِ خُطاكُما

وَلَستُ بِناسٍ عَهدَكُـــــم ما حَييتُكُم
وَإِن غِبتُما عَنِّي فَقَلبــــــــــي يَراكُما

وَيَكفي عَزاءً أَنَّ كُــــــــــــــلَّ مُسافِرٍ
سَيَمضـي إِلى ما قَد مَضى وَحَواكُما

وَإِنّي لَراجٍ أَن أَكـــــــــــــــونَ مُرافِقًا
لِرَوحَيكُما في الأرضِ أو في سَمَاكُمَا

✍🏻 مُحَمَّدُ الصَّـــبَّان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى