طه خليفه يكتب :مؤسف أن إسرائيل لا تزال تُحكم سيطرتها على المجال الجوي الإيراني كله،

مؤسف أن إسرائيل لا تزال تُحكم سيطرتها على المجال الجوي الإيراني كله، منذ الطلعة الأولى، فجر الجمعة وحتى الساعة.
ومؤسف أنه ولا طائرة إيرانية واحدة قامت بمغامرة ووصلت سماء إسرائيل، ولو من باب الاستعراض.
ومؤسف أن تقول إسرائيل أنها قصفت 1100 هدف في إيران، والمؤكد أنها أهداف عسكرية ونووية حقيقية
ومؤسف أن تقول إسرائيل إنها قصفت نحو 40% من منصات إطلاق الصواريخ في إيران.
هذا بخلاف القادة والعلماء الذين قتلتهم.
ومؤسف أكثر أن يهدد اليوم مسؤول إيراني رفيع، وفقاً لقناة الجزيرة، بأن حزب الله سيتحرك إذا دخلت أمريكا الحرب.
ألا يخجل هذا المصدر الرفيع من نفسه وهو يحتمي بحزب الله ويصوره على أنه كما لو كان فيلقاً في الحرس الثوري، وليس حزباً وطنياً لبنانياً.
أنت الذي صنعت حزب الله ومولته وسلحته ودربته وتدعمه بشكل مطلق وتدفع رواتب عناصره حتى تظل عوائلهم في حالة احتضان لهم ولا تتململ من كونها تقف في جهة بينما بقية المكونات اللبنانية (مسيحية، مسلمة سنية، درزية) في جهة أخرى مختلفة عنهم.
هل نسي المصدر الرفيع أن الحزب تلقى ضربات قاصمة، وأنه وقع مُرغماً على اتفاق وقف النار، وأن إسرائيل تضعه تحت الميكرسكوب على مدار الساعة، وأن استهدافاتها له لا تتوقف، وأن الحزب إذا شارك في الحرب فإنه سيورط لبنان كله مجدداً في عدوان إسرائيلي على البلد والشعب والمرافق.
أخرجوا حزب الله من معادلتكم، وحاربوا بأنفسكم وليس بذراع المفترض أن هدفه الأول والأخير هو لبنان وليس إيران.
كنت أغالب بعض شكوكي في هشاشة النظام الإيراني، وهذه الحرب الأولى المباشرة بينه وبين إسرائيل بعد 46 عاماً من شعارات الخداع و خداع الشعارات تكشف ضعفه، وعدم قدرته على الدفاع عن سيادته الوطنية، بل إنه لم يستطع الدفاع عن حلفائه للنهاية (سوريا)، وأذرعه (حزب الله، الحوثيون).
والمدهش أن العراق صامت ولا صوت له، والمليشيات الحليفة لإيران ولا كأنها تدري شيئاً عما يحدث في جوارها، ولا أن حليفها وصانعها الإيراني يتعرض للضربات المتواصلة من إسرائيل.
والمدهش كذلك أن المجال الجوي العراقي مُنتهك من إسرائيل، وطائراتها تسير فيه وهى ذاهبة لقصف إيران، ثم تعود من خلاله.
مؤسف أن تنكشف إيران كل هذا الإنكشاف المهين.
ومؤسف أشد أن يكون النظام أسداً على الإيرانيين بينما لايمتلك غير الصواريخ والمسيرات يطلقها على إسرائيل فيتم إسقاط معظمها، وما يفلت منها يُدمر مبانٍ أو سيارات دون إحداث نتائج موجعة ومؤلمة ورادعة لإسرائيل تجعلها تبكي وتصرخ وتولول وتلطم وتُوقف حربها فوراً.