رؤي ومقالات

أحمد شوقي يكتب : أولي حروب الإستنزاف الجوفضائي !

بعد إنقضاء الأسبوع الأول من الحرب (الجوية الفضائية) المندلعة بين إيران وإسرائيل ،يبدو لنا أن توقعاتنا المستقبلية للوضع القتالي والعسكري قد تحققت علي أرض الواقع بالفعل ،فلايوجد حتي الآن أي مؤشرات على التراجع الإسرائيلي عن المضي قدماً رغم الضربات الموجعة التي تعرضت لها بفعل القصف الصاروخيّ من الجانب الإيراني ،أو الإستسلام من الجانب الإيراني بالرضوخ إلي مائدة التفاوض والموافقة علي نزع شوكتها النووية المحتملة دون فرض شرط او إبداء لقيد .
▪️▪️▪️
الحرب الفجائية التي اندلعت بين البلدين دخلت أسبوعها الثاني من دون وضوح لنهاية محتملة قريبة سواء جاء ذلك بالتدخل السياسي والجلوس علي مائدة المفاوضات ،أو بالحسم العسكري المبين ،فالعمليات الحربية تتصاعد وتيرتها والأنباء والبيانات العسكرية تتواصل علي رأس كل ساعة تقريباً ،وهو ما يزيد من حدة التوترات ويعمق المخاوف من تصاعد هذا الصراع الأقليمي وإمتداده حال دخول أطراف جديدة سواء لتغذية الصراع أو لتطويره بتوجيه ضربات غير تقليدية (نووية) سواء شاملة أو محدودة ،بما يشكل خطراً داهماً ليس علي المستوى الإقليمي فحسب بل علي المستوي الدولي كذلك ،فالذي يبدو واضحاً و جلياً للجميع أن كلا الطرفين لديه الدافع الصريح والرغبة الجامحة في مواصلة الصراع ،ما يطرح تساؤلات حول مستقبل المنطقة والتداعيات المحتملة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
السماوات الآن أصبحت مفتوحة بين الطرفين ،خصوصاً بعض التعرف علي القدرات الإيرانية التي أستنزفت القدرات الدفاعية الجوية الاسرائيلية أو مايعرف بمنظومات الدفاع الجوي ،والتي تشتمل علي منظومة “القبة الحديدية” و “مقلاع داوود” و صواريخ Arrow المشتركة (تصنيع أمريكي اسرائيلي) وصواريخ حيتس الاسرائيلية وصواريخ ثاد الأمريكية الصنع ,وأقتراب نفاذ المخزون الاستراتيجي منها حال استمرار إيران في إطلاق صواريخها بنفس المعدل اليومي صوب تل ابيب وبير سبع وحيفا وهي المناطق التي استهدفتها منصات الصواريخ في ايران طوال الأسبوع الفائت وكبدتها خسائر موجعة في المنشآت الحيوية والعسكرية والاستخباراتية ،وماتزال حتي الآن تئن تحت وطأة الصواريخ الإيرانية البالستية الفرط صوتية من طراز “سجيل” و “شهاب ٣” و “فاتح” و غيرها بنيرانها المكثفة التي أثبتت دقتها وقدراتها التدميرية في الوصول للأهداف العسكرية والاستخبارية بدقة شديدة ، فضلاً عن أسراب المسيرات التي استخدمها المخططون العسكريون الإيرانيين في ردهم علي الإعتداء الإسرائيلي علي أفضل وجه سواء في التمويه والخداع أو التغطية حال إرسالهم للدفعات المتوالية من صواريخهم العابرة الباليستية الفتاكة.
الأجواء التي تشكلت عقب الضربة الاستباقية الإسرائيلية بشكل عام كانت تشير إلي تفوق إسرائيلي مباغت ،لكن القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية إستطاعت في بضع ساعات إستيعاب هذه الضربات ،واستعادت توازنها بتغييرات عسكرية دقيقة بعد مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في الضربات الاسرائيلية بمن فيهم اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري ،واللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية ،لتبدأ ايران بعد سويعات قليلة من الإعلان عن الضربة الجوية الأولى في الرد بقصف صاروخي تكتيكي دقيق متكامل ازعج القيادات في الكيان الاسرائيلي لسبعة ليال ،وما يزال يزعجهم حتي اللحظة ولا أظنه سيتوقف عن ازعاجهم حتي بعد انتهاء هذه الحرب !.
تصعيد الصراع الدائر من الخطورة بإمكان أنه سيؤدي لتشكيل تحالفات جديدة أو ربما لتغيير التحالفات القائمة خصوصاً مع استمرار التوترات الدائرة ،فهناك تحالف (إسرائيلي-أمريكي) من جانب وهو قائم بالفعل ومعلوم ،نظراً لطبيعة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ،ومن الجائز تضخمه حال استمرت الولايات المتحدة في دعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا ،وقد ينضم له بعض الدول الأوروبية الأخرى مثل بريطانيا وفرنسا ،كما لايستبعد إنضمام تحالف (خليجي) حال استمرار التهديدات الإيرانية لمنطقة الخليج العربي ليتشكل محوراً اسرائيلي أمريكي اوروبي خليجي .
أما علي الجانب الآخر فقد تنتقل العلاقات الروسية الإيرانية – المتميزة بالفعل – لمستوي آخر لتفرض الظروف الحالية تحالفاً (إيراني-روسي) ،فضلاً عن انه قد تتوطد العلاقات بين إيران والصين وكوريا الشمالية بفعل الظروف الحالية ليتشكل محوراً إيرانياً روسياً صينياً كورياً علي الجانب الآخر .
▪️▪️▪️
الأحداث المتسارعة في الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل تشير إلى استمرار التصعيد بين الطرفين ،كما تشير بعض التحليلات إلى أن تلك الحرب قد تؤدي إلى إحتمال توسعها لتشمل كافة أرجاء المنطقة ،فضلاً عن تصاعد إحتمالات تشكّل تحالفات ومحاور جديدة بين الدول المعنية بالصراع ،ليتضح من هذه التوقعات وتلك التحليلات أن مستقبل الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل وإن كان يكتنف مستقبله القريب بعض الغموض ،لكنه من المؤكد أنه سيكون مؤثراً في المستقبلين القريب أو البعيد ،وبالتالي سيكون مرشحاً لإحداث تطورات كبيرة وخطيرة ليس علي المستويين الإقليم ومنطقة الشرق الأوسط بل علي العالم أجمع .
@highlight … يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى