د.عمرو الشوبكي يكتب :المؤشرات الثلاثية للحرب الإيرانية الإسرائيلية

أولا الضربة الإسرائيلية لإيران ليست مثل سابقتها لأنها لم تكن مجرد ضربة عسكرية إنما اختراق استخباراتي وتفوق تكنولوجي كبير راح ضحيته في ٤ أيام اثنان من رؤساء أركان الجيش وقائد الحرس الثوري ، وهو الفرق الذي ظل حاضرا بين الجانبين على مدار أسبوع من المواجهات، صمدت فيه إيران وردت بقوة وتقدمت إسرائيل بسلاح الجو والاختراق الأمني والاستخباراتي.
أما المؤشر الثاني فيتعلق بإمكانية تدخل الولايات المتحدة في الحرب وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن شرط وقفها هو استسلام إيران، وهو أمر غير وارد أن تقبله، مما عزز من إمكانيه تدخل أمريكا في المواجهات الحالية واستهداف المفاعل النووي الأكبر والأكثر تحصينا في “فوردو”. وهو أمر سيكون تداعياته كارثية على الجميع.
أما المؤشر الثالث فهو يتعلق بأننا لأول مرة أمام حرب “بالأصالة” عن إيران وليس بالوكالة كما كان يحدث من قبل بين أذرع إيران وخاصة حزب الله وإسرائيل.لقد حاولت إيران عقب نجاح ثورتها في ١٩٧٩ وترسيخ نموذجها السياسي تصدير ثورتها إلى دول المنطقة وفشلت، ثم انتقلت إلى توظيف أذرعها في أكثر من بلد عربي، وتباهي بها قادة طهران سقطت تباعا بإضعاف حزب الله وتصفيه قادته ثم سقوط نظام بشار الأسد، وصارت أذرع إيران الخارجية غائبة وعادت كدولة طبيعية تعتمد أساسا على قدرتها الداخلية وتحالفاتها الخارجية، حتى لو كان حلفائها حتى اللحظة يتفرجون عليها (باكستان وروسيا والصين).
إن حصيلة هذه المؤشرات تقول إن هناك تفوقا إسرائيليا غير حاسم، وهناك أوراق قوة لازالت تمتلكها ايران تجعلها قادرة على الرد والصمود، ولكنها أصبحت حرب مباشرة بين قوتين كبيرتين أي ايران وإسرائيل، وأن نتائج ذلك كما يحدث عادة في حروب الدول الكبرى لن يكون تأثيره على الدولتين فقط إنما على المنطقة كلها. فلا تتصورا أنها حرب بعيده عنا.