غيمةٌ على هامشِ الهوية….بقلم سعيدُ إِبْرَاهِيمَ زَعْلُوك

غيمةٌ على هامشِ الهوية
لن أُنجبَ طفلًا
يحملُ اسمي،
ولا اسمَ جدِّه،
ولا تاريخَ الفتحِ أو الهزيمة.
سأنجبُ روحًا
تشبهُ الغيمَ حينَ لا يُسألُ عن مذهبه.
سأتركهُ بلا لَفظٍ أول،
فالأسماءُ مفاتيحُ سجون،
ووجوهٌ تُفتَّشُ في المطاراتِ
قبل أن تتعلّمَ كيفَ تبتسم.
لن أسمّيه “حسنًا”…
فسيُصبحُ في نظرِهم مشروعَ مقاومة،
ولا “يوسفًا”…
لئلّا يَدفنوه في حُفرةِ الشكِّ
ويقولوا: “ذئبٌ آخر من قَبْلِنا.”
لن أسمّيه “نيرون”
كي لا يتَّهموه بالحريق،
ولا “نوحًا”
في زمنٍ لا يؤمنُ بالغرق.
سأُلقّنه الصمت،
وأعلّمه كيف يَضحكُ
من غير أن يُصنَّف،
كيفَ يُحبُّ دون أن يُحاكم،
وكيفَ يكتبُ اسمَه
بلغةٍ لم تُخترَع بعد.
سأقول له:
كنْ أغنيةً بلا وتر،
وملامحَ بلا قالب.
كُنْ كما الحقولُ…
حينَ لا تنتظرُ اسماً،
كي تُزهِر.
غيمتي القادمة…
إن سألوكَ من أنت،
فقل:
“أنا ما لم يُكتَب،
أنا ما لا يحتاجُ شهادةَ ميلاد،
أنا الذي يليقُ به الصمتُ بدلًا من التصفيق.”