
#الآن
لا أحد أون لاين.. اختفوا جميعا من خلف الشاشات وكأنها مؤامرة، لا بأس، سألت الذكاء الاصطناعي عن فكرة قصة جديدة، فأعطاني فكرة لقصة
(مازلت انتظرك بعد السادسة مساء
قصة رومانسية مؤثرة..
كانت الساعة السادسة مساء، ونجد أن هناك شخصًا ما يجلس على شاطئ البحر، ينتظر شخصًا ما بفارغ الصبر. هذا الشخص كان ينتظر حبيبته التي وعدته بالعودة إليه بعد غياب طويل.
كان البحر هادئًا، والشمس تغرب ببطء، والسماء تتلون بألوان جميلة. الشخص المنتظر كان يحلم بعودة حبيبته، ويتخيل لحظة لقائهم مرة أخرى.
وفجأة، سمع صوتًا مألوفًا، كان صوت حبيبته، التي كانت تقترب منه ببطء. الشخص المنتظر قام من مكانه، وفتح ذراعيه، وضم حبيبته بقوة.
في هذه اللحظة، شعر الشخص المنتظر بالسعادة والراحة، لأن حبيبته عادت إليه أخيرًا. وكان كل شيء على ما يرام، لأنهم كانوا معًا مرة أخرى.)
ما رأيك في القصة دي؟ هل أعجبتك؟
غاضبا… ما هذا الهراء أيها الذكاء الاصطناعي!، قصة تقليدية جدا… لكن مهلا.. يبدو أنك أوحيت إلىّ بقصة ليست تقليديه.. حقيقة.. حدثت بالفعل.. الأغرب أنك اخترت نفس التوقيت… السادسة مساء! ولكن منذ أكثر من خمس وعشرين عاما.. أغمضت عيناي وتذكرت.
#عام2000
كنت على موعد معها في السادسة مساء، كافتيريا الشرق، لم تكن تحولت تلك المقاهي إلى الكلمة المستحدثة ( كافيه )، المكان هاديء، صوت كاظم يشدو في كل ركن، عدد قليل يجلسون معا في هدوء، كان الموعد منذ شهر، اتفقت معها عليه، تلك القصيرة الماكرة كما أحب أن أوصفها، صاحبة المزاج المتقلب، لم أفهم وقتها أن للهرمونات الأنثوية لها دور، يجوز، ارتدت الحجاب مؤخرا، لا بأس، أصبحت لهجتها مختلفة في الحديث، لم أقابلها منذ شهور، كان الحوار هاتفيا تحت عين الأهل، يعرفون من أنا، وأنا أعرفها منذ رأيت عينيها، تفاصيل المحبين ليست جديدة، نظرات، انجذاب، تفكير، مبادرة، اطمئنان، ثم نظهر على حقيقتنا، انتهيت من دراسة الهندسة منذ عامين وهي انتهت من ليسانس الآداب هذا العام، كل شيء على ما يُرام، بقى كتابة آخر سطر لتلك القصة الهادئة كما في الروايات الرومانسية، صحيح أن الساعة لم تتجاوز السادسة وأنا هنا منذ الخامسة أرتب أفكاري واستجمع شجاعتي وأطر بها بخطوتي القادمة.
كان حديثها في الفترة الأخيرة متقلب، لم أفهم سر شرودها أثناء الحديث معها، أخبرتني بصديقي الذي يسكن في الجوار، والذي كان السبب في أن أعرف ( مايسه).. قصة تقليدية، أحضر فرح أخته، أراها، انجذب إليها، أبدى صديقي الترحاب، أثنى عليها وعلى أخلاقها، انتهت الحدوته.
لكن..
هناك وراء الحدوته، حواديت وقصص خلف الكواليس، الشيخه (فلانه)، السيدة التي وجهت لها الدعوة إلى الإسلام!، ماذا؟ وماذا أنتِ الآن؟ نصرانية؟ أنتِ مسلمة.. أجابت بخجل :بنعم ولكن إيمانها- كما أخبرتها الداعية إلى الله – أنه ضعيف، كيف يا سيدتي؟
وضعتها في موضع الآثمة، المذنبة، العاصيه ! وأن عليها التخلي عن الكثير من حياتها الماضية وتستغفر وتعود إلى حياة جديدة عامرة بالإيمان .
لم أمانع من ارتداء الحجاب، وإن كان وجها القمري سوف يزداد توهجا من بعد ارتدائه، لم استنكر ملابسها الواسعة، كل هذه الطقوس مظاهر خارجية لا مانع منها، ولكن الخوف من القادم.
أفقت من شرودي و عقارب الساعة تقترب من السادسة، حسنا، سأخبرها بالموافقة على اتجاهها الديني الجديد، الأهم أن يكون أسلوب حياتنا، نعم، أنا في حياتها، لا أحد يكره الالتزام بدون تشدد .
كما توقعت، أدرت رأسي تجاه باب الكافتيريا، ولم تحضر!
#عام 2025
علمت وقتها أنها ارتدت النقاب، وأن الماضي لابد له وأن يموت، وأن تُولد من جديد، و بالقطع كنت أنا من هذا الماضي، ومُت قبل أن أُولد، وعلمت بأخبارها الوليدة، ذهب إلى السعودية بعد أن تزوجت من شاب متدين على حد تعبير الآخرين، ملتحي، يعرف الله، تزوجت بالعارف بالله أبو معاذ، ولم يكن هناك معاذ، لكنها كُنيه الصالحين!
واصلت حياتي بعدها، تزوجت وأنجبت ، وتابعت حركة التيارات الإسلامية الجديدة، وقنوات إقرأ، والناس، والرحمة، والفجر، كنت أراها في كل قناه، بين المذيعات المحجبات، اتخيل وهي تطوف حول الحرم، أو لعلي أراها قدرا بين الآلاف في الشوارع… ولازلت أنتظرها بعد السادسة مساءًا.
#الآن
انتهيت من كتابة القصة وأرسلتها إلى الذكاء الاصطناعي الذي جاملني وأثنى عليها وعلى السرد والأسلوب الشيق والممتع مع وصف للقصة …
لكنه لا يعلم أن القصة لم تنتهي عند هذا الحد..
#عام 2013
كنت أعلم أين تتواجد.. لم أنساها.. وتتبعت خطواتها كالشيطان الذي يتتبع خطوات بني آدم وعلمت أنها ضمن الجماعة التي اعتصمت برابعة.. وزوجها من أحد أركان الجماعة .. وأنه فيما بعد قد شارك في محاولة اغتيال مساعد النائب العام وتم القبض عليه ورأيته يعترف بجريمته أمام العالم عبر التلفاز.
مرت عدة سنوات وراسلتها عدة مرات عبر كل وسائل الاتصال المتاحه واستعدنا كل ذكرياتنا القديمة.. واتفقنا على أن نتقابل مهما كان الأمر.
#الآن
كافيه تاڤولو، الصخب حولنا في كل مكان، الجيل الجديد ليس هاديء تماما، ضحكات تغمر المكان، أغنية راقصة لعمرو دياب، تلفاز بدون صوت أعلى الحائط، كل شيء كان غير مريح للعين ولا القلب.. الساعه السادسه حسب التوقيت المحلي للجوال.. أدرت رأسي تجاه باب الكافيه.. وقمت من مكاني.. فقد حضرت تلك المره.. ولنا لقاء أيها الذكاء الاصطناعي بقصة جديده.. فقد تحققت فكرتك.