غير مصنف

دكتور محمد يحيى يكتب: الحاضنات التكنولوجية و الأبواب المفتوحة

في الوقت الذي توجد فيه الكثير من الفرص الرائعة و برامج الدعم المتميزة من حولنا و التي تنتظر النابهين و المجتهدين و تبحث عنهم لتوفير الدعم و التوجيه، فإنه يوجد ايضا الكثير ممن لا يعلمون بوجود هذه الأبواب المفتوحة و الذين يضيعون على أنفسهم الكثير بعدم معرفتهم هذه.
من هذه الفرص السانحة ما يُعرف بالحاضنات التكنولوجية و التي توفر فرصا هائلة لأصحاب الافكار الابداعية القابلة للتطبيق و تساعدهم على الانطلاق. هذه الحاضنات تقوم بإحتضان الافكار الواعدة و توفر لها التوجيه و الدعم بمختلف أنواعه لكي تنهض شركات ناشئة جديدة و مشروعات صغيرة واعدة و تنطلق في دنيا الابداع و عالم الاستثمار.
فعندما تومض فكرة جديدة في ذهن أحد الشباب النابهين و تنضج و يكون لها قابلية للتحول الى منتج قادر على المنافسة في الاسواق، فإن هذا المبدع قد يقابل مشاكل و معوقات كالنقص في الخبرة المالية و الادارية و القانونية و عدم توفر التمويل اللازم لظهور هذه الفكرة الى النور. من هنا يجىء الدور البارز للحاضنات التكنولوجية و التي تتلقف الافكار الواعدة القابلة للتطبيق و توفر الدعم لها بمختلف انواعه، حيث تقدم التدريب اللازم على ريادة الاعمال و على انشاء المشاريع و يسارع خبراؤها لتقديم الاستشارات المختلفة في شتى المجالات كما تعمل على توفير تمويلات و تسهيلات لدعم هذه المشاريع بالإضافة الى المساهمة في تسويق المنتجات. و هذا الدعم المستمر في مراحل المشروع الاولى يوفر المعونة و البوصلة للشركات الناشئة في طفولتها المرتبكة الى ان تقوى و يشتد عودها و تصبح قادرة على الخطو و الوثب في طريق النجاح و التألق.
هذه الحاضنات تعمل على تعزيز اقتصاد المعرفة حيث تعمل على تحويل الافكار الابداعية و الابتكارات الى منتجات ذات قيمة عالية و حيث تتحول العقول و منتجاتها الابداعية الى مورد ثمين للنجاح و منجم ذهب يولد الفرص الاستثمارية بإستمرار. و هذا الاقتصاد المعرفي الذي تعززه الحاضنات هو المحرك الاساسي للتقدم و الازدهار الاقتصادي في العصر الحاضر، حيث بلغت حصة الانشطة الاقتصادية القائمة على المعرفة اكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي في الدول المتقدمة، و حيث قُدّر أن براءات الاختراع تساهم في توليد اكثر من ثمانية تريليونات دولار كل عام في إقتصاد الولايات المتحدة.
و في الحقيقة فإن هذه الحاضنات التكنولوجية هي مثال بارز على أبواب مفتوحة كثيرة موجودة من حولنا في شتى المجالات. هذه الأبواب التي رحبت بالكثير من العارفين بوجودها و وفرت لهم مختلف المزايا و الإعانات، و التي تنتظر من الباقين أن يبحثوا عنها و أن يدلفوا الى ساحاتها و أن يتلمسوا فيها طريق الانطلاق و سبيل النجاح المنشود.
(بقلم دكتور محمد يحيى كاتب و مدرس الميكروبيولوجيا و المناعة كلية الصيدلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى