خصيب صمت للشاعر المصري القدير محمد أبو عيد

خصيب صمت …….
ولما خرج من بعد قريب
أريناه ظلاً يشبه عصبية لظاه
جفاف واستشرى في حقل النبوءات
أخذ حفنة من رماد مكتوم وأشعلها بالنايات
جلس في ظاهره وباطنه ينزف شعراً جليلا
ظن أن المكاشفات ستروي عطش الأنهار
أو ربما تلك الثقوب ستزهر طرقات مضيئة
عاش في الظنون آلاف الأوهام
يدرس علوم الضوء وكل أبواب الشروق
بعد عدة أشواك من لسعات الشرود
خرج من الباب الأخير عارياً بلا مرآة
لم يجد على الشعر هدى !
اعتكف في هامش الومضات
كان يربي النداءات على تقوى الرياحين
إنه ليس من الذين أمنوا بانطفاء المزامير
أيتها الكلمة ؛ طوعاً وكرها
تعالي بجنون مهزوم ……
إلى هذا الشاعر المهجور
فإن قصائده لم تولد من رحم المحابر
وأوراقه ليست كتلك الأوراق الطيارة
إنها كالثلج الشفيف بلاخطيئة
تسبح في القلوب كنشيد الأنبياء
لا تدركها عين المسامع ولا هذيان النسمات
يامعزوفة المحو المضاءة بالنسيان
إن الأمر قد تجلى من ملكوت الغروب
بكل الطيور المطيرة اشتريت لك نهرا
ولم يعد لدي من الخربشات ما يكفي لبناء الزورق
قصائدنا ستموت على جهر وتحيا على صمت
خصيب صمت ؛ عاد من قرب بعيد …….
فأريناه ظلاً يركض في القصائد
هارباً من صياد الفقد ………
محمد أبوعيد