الرَّغْبَةُ…..بقلم هنادي الوزير

الرَّغْبَةُ الَّتي أَجَّلَتِ الواقِعَ، ومَنَحَت الحُلْمَ كُلَّ الأَحَقِّيَّة بِأَنْ يَبْدو أَجْمَلَ مِنَ الحَقِيقَة، اخْتَطَفَتْنِي، بِحَيْثُ باتَ الاسْتِيقاظُ صَعْبًا بِحَجْمِ المَوْت..
رَأَيْتُكَ هُناكَ..
تَعَلَّقَتْ بِكَ رُوحِي..
كُنْتَ مَعَكَ أَرْتَفِعُ عَن الأَرْض
وأُراقِبُ جَسَدِي مِنَ الأَعْلَى،
فَباتَت اليَقَظَةُ حِمْلًا ثقيلاً لا أُرِيدُ العَوْدَةَ إِلَيْهِ!
لَمْ أَكُنْ في جَسَدِي،
وعِنْدَما عُدْتُ وَحْدِي.. كَرِهْتُ العَوْدَةَ بِدُونِك.
الرَّغْبَةُ الَّتي أَتَناسَاهَا لِأُكْمِلَ الطَّرِيقَ بِبَسَاطَةٍ دُونَ العَنَاءِ الَّذي يَرْتَبِطُ بِكَ،
الَّتي تُذَكِّرُنِي بِأَنَّ لا زالَ هُناكَ خُيُوطًا مُتَشَعِّبَةً تَصِلُنِي بِكَ،
الرَّغْبَةُ الَّتي تُزِيلُ جَمِيعَ الحُدُودِ وَالعَوَائِقِ الَّتي وضعتها في طَرِيقِكَ..
الرَّغْبَةُ الَّتي تُؤَجِّلُ الواقِعَ وَتُجَمِّدُهُ لِلَحَظَاتٍ، أَجِدُكَ فِيهَا كُلَّ واقِعِي.
لَكِنِّي أُعَانِدُهَا
أُعَانِدُ رَغْبَتِي، وَأَسْتَغْفِرُ الَّذي زَرَعَك وزرع نَفْسِي بِداخِلِي،
فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَرَتْنِي، ذابَتْ مَشَاعِرِي لِمُطاوَعَتِهَا،
وَلَكِنَّهَا اللَّوَّامَةُ المُتَنَاقِضَةُ!
تُرِيدُ وَلا أُرِيدُ!
أُعَانِدُهَا فَتَذْرِفُ الدَّمْعَ!
نَجِّنِي وَأَلْقِ لِيَ الحَبْلَ كَيْ أَتَشَبَّثَ بِكَ، وَاسْحَبْنِي عَارِيَةً مِنْ بَحْرِ الرَّغَبَاتِ إِلَى أَمَانِك، لِتَرْضَى فَأَرْضَى.