الفنان المغربي نسيم حداد يطلق أكبر مشروع فني لتراث ”العيطة” بالمغرب

في زمن تتشابه فيه الأصوات وتكررت فيه التنسيق، اختار الفنان المغربي نسيم حداد أن يشق طريقًا مغايرًا، مسارًا يبدأ من الجائزة، من الذاكرة، من صوت مفضل باسمه ” العيطة ” ، لكن برؤية حديثة تنبض بالعمق والوعي .
اسم نسيم حداد لم يلم فقط بسبب صوته المختلف، بدأت بل لظاهرة استثمار المستثمرين في تلفت العالم العربي :
أحدث أحدث، البطانة من التراث المغربي، حققت رواجًا واسعًا في دول مثل السعودية، الإمارات، مصر، السودان، قطر، لبنان، إضافة إلى المغرب، متصدرة الاستماع ومتجاوزة باب اللهجة الشهيرة، لخاطبًا شابًا وجديًا شيئًا ما، صادقًا، وقريبًا من إحساسه… دون أن يطلب تفسيرًا .
لكن خلف هذا الفنان صوتٌ آخر … عالِم فيزياء نووية .
حصل نسيم الحداد الأوروبي على درجة الدكتوراه في الفيزياء العقلية، وسبق له العمل في مركز البحوث النووية (سيرن) ، ضمن تجربة الفريق أطلس .
في رصيده أكثر من 600 مقال علمي محكّم، لكنه أعلن أن يُنصت لصوت آخر بداخله، صوت الذاكرة، صوت المنزل، ووهب نفسه لإنشاء فني وفكري عنوانه :جولة آيتا العالمية.
هذا المشروع لا يأتي على تقديم العيطة التي قطعت فيها فني، بل يشمل :
إصدار موسوعة ضخمة بعنوان “موسوعة العيطة ” ، يُرتقب صدورها في شتاء المقبل، ويوثق تاريخ وأشكال هذا الفن الشعبي المغربي .
مسرحيات موسيقية في أكبر مسارح عالمية مثل جراند ريكس في باريس، أوبرا بيرليوز في مونبليه، والمسرح الملكي بأمستردام .
معرض متنقّل مخصص للآلات الموسيقية المغربية خرائط الأداء الشعبي، يهدف إلى إعادة النظر في الذاكرة الفنية للمجموعة .
لتميزت محطات هذا المشروع، السهرة الكبرى المرتقبة يوم السبت 5 يوليو في الساحة الرئيسية لموروكو مول بالدار البيضاء، والتي توصف بأنها أبدع لفن العيطة في التاريخ .
لكن ما الذي نقوم بالتجربة نسيم حداد مختلف فعلًا؟
هو لا يُعامل “العيطة” كفولكلور جامد، بل كصوت حيّ بالألم، بالحكمة، بالشغف. لا يُجمّلها، ولا يُبسّطها، بل يُجمّلها كما هي، وباكملها الأصلية، مؤمن بأن الأصدقاء الفنيين لا يحتاجون إلى ترجمة .