فيس وتويتر

د.محمد إبراهيم العشماوي يكتب :الفطرة تنادي .. حذفوا جميع أغانيه من اليوتيوب عقب وفاته!

بعيدا عن الخلاف المتكرر حول مصير أي مطرب أو فنان ينزل به القضاء المحتوم، والأجل المسمى المعلوم، الذي ينزل بكل ذي روح، حتى أرواح الأنبياء والملائكة، والذي أراه خلافا لا محل له أصلا؛ لأنه دخول فيما لم يصل إليه علمنا، ومصائر العباد الأخروية لا يعلمها إلا رب البرية، ونحن نرجو من فضل الله ورحمته أن يرحم جميع أموات المسلمين، ممن شهدوا له بالوحدانية، ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة؛ فإن الذي أثار انتباهي قيام أصدقاء المطرب الراحل، اليوم، بحذف أغانيه من منصة اليوتيوب، ومناشدتهم جميع المنتجين بحذفها، وفي هذا ثلاث دلالات:
الأولى: لكل بداية نهاية، ولكل أجل كتاب، ولكل شهرة خمول، ولكل تورد ذبول، ولكل إضاءة ظلمة، ولكل فاتحة ختمة، ولكل موجود فقد، ولكل مكتوب محو!
الثانية: آثارنا شاهدة علينا، مضافة إلى رصيد أعمالنا، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر؛ لأننا السبب في تأثر غيرنا بها، والفطرة السليمة تنادي بأن هذا النوع من الفن؛ ليس إلا ضربا من السيئات، يجب محوه، حتى لا تتضاعف أرصدتنا من السيئات، فنحمل أوزار غيرنا مع أوزارنا، ونحاسب عليها مرتين، باعتبارين مختلفين! والله تعالى يقول: “سنكتب ما قدموا وآثارهم، وكل شيء أحصيناه في إمام مبين”.
والعاقل من يتخلص من أثر كل ذنب وخطيئة يحتمل أن تبقى بعده، فيتأثر بها غيره، فليكسر آلات اللهو، وليتخلص من المواد التمثيلية المحرمة، وليطهر هاتفه وصحائفه الحسية والمعنوية مما عساه أن يقع في يد غيره!
وقد كنت كتبت في حال الصبا أنا وصديق لي قصيدة لاهية عابثة، من أجمل وألطف وأرق ما كتب من الشعر، ثم محوناها، مخافة أن تقع في يد أحد، فتكون سببا لفساده!
الثالثة: أن الحب الحقيقي والصداقة الحقيقية هي التي يدفع بها المحب والصديق عن حبيبه وصديقه ما يضره في العاجل والآجل، والدنيا والآخرة!
فاحرص على أن تختار أصحابك وأحبابك ممن يدفعون عنك الضرر، ويحبون لك الخير، في حياتك وبعد موتك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى