كتاب وشعراء

طواف في خيال الطفوف…..بقلم خالد جمال

أمطرتَهم لهباً وماؤكَ مبصرُ
ونحرتَ أوثاناً وضوءُكَ يقطرُ
ما لي أرى كلَّ النخيلِ معانقاً
تلكَ النجومَ وفي الدهورِ تُسطرُ
فَنفختَ في جسدِ الطفوفِ فأنبتت
من كلِّ زوجٍ والجمادُ يُكبّرُ
ومرجتَ مشرقَها ومغربَها معاً
مارت سماواتٌ ووجهُكَ يَسجرُ
وصفعتَ خدَّ الموتِ حتى أخرجت
أثقالهاُ أكوانُها إذ تَصغرُ
أسماؤهُ الحسنى فأنتَ مدارُها
هجمت وفي عينيكَ ربٌّ آخرُ
حينَ احتسيتَ جيوشَهم فتثاءبت
كلُّ السيوفِ ملاحماً فَتَبخروا
وقطعتَ رأسَ الريحِ حتىّ أثكلت
كلُّ الأعاصيرِ التي لا تكسرُ
الطفُّ في كفٍٍّ وأنتَ بكَفةٍ
صهلت مياهٌ والطفوفُ تُكَورُ
عباسُ ماجت والنجومُ تساقطت
أمسك سماواتٍ فكفُّك حيدرُ
تاهت بحارٌ في عيونكَ واختفت
فرسى على كفّيكَ ذلكَ خيبرُ
سيلٌ ومن جيشِ الظلامِ تكالبَوا
قد كنتَ وحدَكَ والنيازكُ تُخبرُ
وحملتَ والطوفانُ كان ظلالَكم
وحسامَكم خدَّ الرياحِ يُصَعّرُ
وقيامةٌ حلّت وأنتَ صراطُها
وجهنمٌ سيفٌ وسيفُكَ مَعبرُ
فتآمرت كلُّ الرياحِ وتبتغي
إنْ ينحني جبلٌ وظلُك يَقهرُ
الموتُ شطرنجٌ وسيفُكَ بيدقٌ
من يا ترى يبقى الأميرُ ويفخرُ
فتظاهرت كلُّ القفارِ وتبتغي
خلعَ الغيومِ وكفُّم إذ يَمطرُ
هي هدنةٌ طلبوا همُ وعصورُهم
فعقرتَ أزمنةً وطفُّك مبحرُ
كانت سفينتُهم تخالكَ نوحَهم
السيفُ جوديٌ وصوتُكَ ممطرُ
وملأتَ جوداً والمياهُ كفيفةٌ
ما بينَ ليلٍ والصباحِ سَتبصرُ
صارت أناملُكم صواريخاً بدت
دكَّت وحوشاً والظلامُ لمدبرُ
قلّبتَ وجهَكَ و القيامةُ نظرةٌ
فرمقتَ كوناً والوجودُ تَسمّرُ
وعجنتَ ليلاً والنجومُ رغيفُها
وخبزتَ أفلاكاً وضوءُكَ يَسعرُ
وغسلتَ وجهَ الصبحِ فيهِ غشاوةٍ
ومسحتَ أدرانَ الظلامِ لتَظهرُ
تمشي وخلفَكَ كم مجراتٍ مشت
البعثُ يمناكُم شمالُكَ مَحشرُ
الطفُّ كونٌ و الكفوفُ كواكبٌ
إذ حولَ جودِكَ كم تطوفُ الكوثرُ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى