كتاب وشعراء

لا تتعَبُ الأحلامُ ….شعر: صالح أحمد (كناعنة)

///
– “هل تتعبُ الأحلامُ؟” ..
صاحت فكرةٌ
رَكِبَت جُفونَ الوقتِ واشتَعَلَت كنَظرَةِ عاشِقٍ
نامَت بِظِلِ رُموشِهِ سحُبُ الرّؤى…
ازدَحَمَت تُراوِدُ بَعضَها عَن بَعضِها
وأنا أصارِعُ بَينَها مُستَجمِعًا…
غَضَبي على وَجَعي على صَخَبي…
وأنزِعُ قامَتي مِن ظِلِّها
وأرى ورائي سكرَةً
كانت وكانَ بها جنوني هجمَةً
في قلبِ لَيلٍ لَونُهُ لحمي تُمَزِّقُهُ يدايْ
ويدايَ أمنيَةٌ مُحاصَرَةٌ؛
ولونُ الأفقِ موّالٌ عَتيق.
فاستَيقِظي يا سَكرَةَ الآبادِ دُلّيني عَلَيْ.
مِنّي… على عُنُقي أنا ابتَدَأَ الحوارُ، وظَلَّ فِيْ…
ويَدايَ سارِيَتانِ خانَهُما الشِّراعْ.
وبقيتُ أبحَثُ عَن مَعاني الصَّبرِ في أُفُقٍ تفَلَّتَ مِن يَدَيْ
فعرفتُ كيفَ تشقَّقَ البَحرُ الكبيرُ ليولَدَ التاريخُ من مِلحٍ …
وكيفَ تَبَرَّأَ النسيانُ من عيني، وسَمّاني عَصِيْ
ورأيتُ ثَمَّ رأيتُ كيفَ تَوَلَّدَ الأطفالُ من صَخرٍ…
وكانَ الوقتُ جمرا…
ونضَجتُ حينَ رأيتُهُم ضَجّوا…
وصارَ الوقتُ خارِطَةً…
وصرتُ حكايَةً أخرى…
تعانِقُ صوتَ أمّي مُثقَلًا بنشيدِهِ :-
لا تتعَبُ الأحلامُ لكِنّي نَسيتُ ملامِحي
مُذْ أن نَفاني مَشرِقُ السّكرى
وصارت خيمَتي عارُ القبيلَة.
لا تتعبُ الأحلامُ لكني رأيتُ حِكايَتي
شَعَّت بها عُنُقُ الذّبيحِ، فأصبَحَت…
عُمرَ السّنابِلِ في بَساتين الجليلِ،
يَهُزُّها الفرَحُ المُؤَجَّلُ سوفَ يَدنو عِندَما…
تُحيي بدمعَتِها عيونُ الشَّمسِ أعجازَ النّخيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى