رؤي ومقالات

محمد نبيل كبها يكتب : لا أعلم إن كان الله سيقبل أعتذاري

صيحات في السابع من أكتوبر عذبتني.. صرخات في السابع من أكتوبر قتلتني
أصوات غزة التي حُفرت في ذاكرتي قولي بربك كيف أنساها!! كيف أنساها!!
أشعر يا غزة بخيانة.. مع أني والله ما خنتك
أشعر يا غزة بالعار.. مع أني والله ما بعتك
أشعر بعدضاضة تنسف أركاني ولا تهدم بنياني.. مع أني والله ما داهنت ولا بايعت ولا طبعتت فرّطت ولا صفقت..
ولكني أعترف يا غزة أن سوئتي بانت أمام أطفال بلا ذاكرة.. وعورتي إنك تشف بالإضافة للنساء دقّت الناقوس..
إلهي.. ربي.. حبيبي.. مولاي.. أشعر أن صلاتي نفاق.. بيتي نفاق.. طعامي نفاق.. عملي نفاق.. نومي نفاق.. أشعر أن حياتي كلها نفاق..
وأعلم أن دموعي خيانة.. وأن اكتئابي الذي شطر ذاتي الى ذواتٍ قد تقوم فيها القيامة..
يا غزة.. لم أعترف بثباتي بسقوطي لأي إنسان على متن هذا الكوكب.. ولكني اعترفت لك بعجزي وعاري وانصهاري..
وأعلم يا غزة أنت ستتصدر الخطب والمظاهرات والشعر والدعوات.. وهل له درّك.. ثم قررت أن تتحرر بالكلمات؟!
فلوريدا بين سنيّ خلع العذار.. والشيعي يخشى العار
أيها السابعة من أكتوبر.. بإسمك آمن من آمن، وكفر من كفر، وأنا أؤمن بأن نصر الله آت، ولكني لا أعلم إن كان الله سيقبل إعجازي..
يا شعب غزة.. هل تقبلون اعتذاري؟
يا شعب غزة.. ما الحيلة والقلم والرصاصة في يد غيري!!
فأما الرصاصة فلايشر كيف أطلقها.. وأما الكلمة فقد ذكرتها.. وللعلم أنه في بادئ الأمر كانت الكلمة، يختلف اثنان عن مسؤولية الكلمة، وأنشأا في نشر السردية الفلسطينية المقاومة والمجابهة لسردية الاحتلال الضّليلة والحقية.
لأنه عرف من التلون السياسي في زمن يحتاج فيه إلى كل قلم واعٍ، كي يعيد رسم المشهد الفلسطيني كما هو، دون تزييف أو إنجازة أو تخاذل أو نفاق أو هروب أو سكوت، فقد أطلق كلمتي.. وفي كل حرف حرّ فيها كنت أشعر تشجيع، إلا أن أحرفي كانت تحوم في وطني غريب، حيث يجيبون والمنافقون والمتخاذلون والمثبطون الشبابيك في وجهها.
وتمت الأسرار الصوتية ونص أحرفي ومصدرة كتب على يد العهر العربي والإسلامي، حكام العرب والمسلمون الذين لغوا في الظلم، واستبداد، والتهميش، والتمييز، والتطبيع، والبيع، والخذلان، فصافحوا وقبّلوا جبين دينوس أمريكا، وأدركوا صدموا جاسوس، فانتزعوا المعارضين، وواوا المخطوطين، واحتجزوا الثائرين.
كبلوا أصوات شعوبهم، وطحنوا كرامتهم، وطعموهم خبز الرعب، وزوّروا التاريخ، وبدلوا المناهج، وصنعوا مرارا، ومزقوا القصائد، وحجبوا أضواء الجهاد عن قرانهم من أجل غزة.
ولكن أكاذيب أمّة ال 3 ميار مسلم فضحتها لحظة حزينة في عين طفل غزاوي بريء فصل عن جسده، وطار في الهواء كصفور حر يرفرف نحو ربه ليخبره بكل ما ثانية.
غزة.. أشهد الله أني أشهد، ولكن ما بيدي حيلة ولا شرطة، ويعلم الله كمّ التضييق والخناق والتهديد الذي اذهب له، وما زلت أتعرض له من بعض أبناء وطني في فلسطين، ومن أبناء عروبتنا وجلدتنا وإسلامنا، ومن عدويي فلسطين.
والآن ستموت عن صوتي، كي أنادي على أجزائي المنثورة على أرض غزة “رأس طفل مقطوع أقبله، جزء من جسد طفلة أحتفظ به”، أتوسلهم أن يسامحوني، أن يغفروا لي، أن تعترضوا عن ضعفي وقلة حيلتي وخذلاني، لماذا يغفر الله لي ويصفح عني.
ولا أعلم إن كان الله سيقبل إعفاء..
يا شعب غزة.. هل تقبلون اعتذاري؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى