مدينة تمشي على كعبٍ عالٍ…..بقلم اماني الوزير

هي ليستْ مجرّدَ اسمٍ،
هي لحنٌ من أزقّةِ المدينة،
من حيثُ خُلِق الهوى وابتُكِرَ الدلال،
من نَسغِ القصائد،
ومن غيمةٍ عطشى تَشكّلتْ امرأةً…
عطرُها سكرانُ بالتراب،
وحفيفُ عبايتِها يكسِرُ صمتَ الليل.
كأنّها روايةٌ كتبتْها خُطواتُها على بلاطِ الشوارع، ولم تُقرأْ بعدُ.
عيناها، مرآةُ البائعِ في سوقِ الخميس، تحكي قصصًا لا تجرؤُ الشفاهُ على سردِها.
ضحكتُها رصاصةٌ ناريةٌ تنكسرُ على جدرانِ الذاكرة،
لا تُنسيها الريحُ، ولا المطر.
تمشي، والعباءةُ تسحبُها،
كما لو أنّ الأرضَ تخشى أنْ تفقدَها،
وبكلّ حركةٍ، تكتبُ قصيدةً عن امرأةٍ لا تُقهَر.
بشفتينِ تجمعانِ بين مرارةِ القهوةِ وسكّرِ البقلاوة،
وعينينِ تُشبهانِ الليالي التي لا تذوبُ إلّا عندَ الفجر.
لا تحتاجُ إلى إذنٍ لتكون،
ولا تستأذنُ أحدًا كي تُحبَّ أو تكره.
هي القصّةُ التي لا تُروى،
والشمسُ التي لا تغيب،
والسرُّ الذي يلفُّ المدينةَ بألوانِه في الغروب.
لا تسمعُ إلّا قلبَها،
حتى وإنْ صمتتْ،
يحكي سكونُها أشياءَ أكثرَ من أيّ صوت.