طُوفَانٌ…..بقلم نبيله الوزاني

لَسْتُ بِخَيرْ ؛
تَحِيّةٌ مَحْمُومَةٌ يُرْسِلُها البَحرُ
فَكيْفَ سَتُوَضّحُ لِفمِكَ
نَمُوذَجِيّةَ الغَرقْ ؟
كُنِ القَارِبَ الجَاهِزَ
أَوْ الشِّراعَ المُخْلصَ ؛
القَارِبَ الّذِي
يَحْمِلُنا
كُلّما اشْتعَلَ بِنا الحَرِيقُ ؛
الشِّراعَ الّذِي
يُصارِعُ الرِّيحَ
إِذا غَضِبَتِ العَاصفَةُ ؛
كُنِ المِجْدافَ الذِي
يُراوغُ المَوجَ
ويَمُدُّ يَدَهُ لِمَنْ أَدْركَهُ
الطُّوفانْ /
–
تَأَمَّلْ
فِي عَبقَرِيَّةِ صَوتِكَ
لَا فِي شَراسَةِ
يَدِكَ
كَيْ تُقْنِعَ الجُزُرَ
البَعيدَةَ
بِازْدِواجِيّةِ المِلحْ
–
أَيُّها النَّهرُ
جَفافُكَ دَسِيسَةُ العَطَشِ
لَا تَكُنْ كَقَلبِ غَزَالةٍ
وَتُصَدّقُ
دَمعَ التِّمْساحِ القَديمِ
فَما تَزالُ الدَّلافِينُ
يُغْريهَا اللَّعبُ
ومَا تَزالُ الحِيتَانُ
تُمارِسُ
الصَّيدَ الخَبيثْ /
–
كَمْ بَحرًاً
يَحتاجُهُ هَذا الجَسدُ
ليُحوِّلَ حَريقَ الطِّينِ
تَارِيخاً ؟
كَمْ طِيناً
يَحْتاجُهُ هَذا الجَسدُ
لِيَمْحُوَ الدُّخانَ مِنَ
الخَريطَة ؟
كَمْ شَجَرةً
تَحْتاجُها ضِفافُكَ
لِتنَامَ العَصافِيرُ
مِلْءَ رِيشِها ؟
–
يا بَحرُ
نَحنُ المَوعُودُونَ بِالجَنّةِ
كَمْ سَعيراً يَكفِي
لِإِحْراقِ الفُصولِ الآسِنَة ؟
مُتعَبُونَ جِدّاً
فَاغْمُرِ الأَرضَ صَبْراً
كيْ تَختارَ عُشبَها
حِينَ انْتِهاءِ
الطُّوفَانْ .