كتاب وشعراء

ضجيج المساء….بقلم روضه بوسليمي

لا قبل لي اليوم بضجيج المساء
سيفي يئن ،
ورمحي مكبّل بسوء الظّنّ
أنّى لي بضجيج المساء ؟!
ليلي منهك ،
رصاص الوقت يسكن فؤادا خاويا
وما رميت صدر الوجع بسهم
كعندليب على شرفة الشّمس
باغت بهتان الوقت ،
دندن بمسك التّراتيل
كأسراب حلّقت خارج المألوف
تمضي كلماتي إلى ضفاف القمر
يعتقن ببركات لحن التّجلّى
بسمات عالقات على ثغور الورد
ما عادت تتلعثم آياتي في وريد القلم
ما عاد يتكّأ بوحي في شرايينه
تنتفض فكرة في رأسي
تنهض من رمادها ،
تخترق غيوم السّكون ،
كشعلة من نار ، تنشد الدّهشة !!
كثيرون هم،
من تدفعهم المواجع إلى الأعالي
قليلون هم،
من يصنعون من المحن منحا وأغاني
كضوء التقى بالضّوء
كمن لم يعبأ بالزّمن
أباغت ما كان مؤقتا
أسافر إلى أطراف الأرض
ألاحق لحظة خلود
على شرفات الوجود
انبلجت من مقلتي نجم ساطع
أعدّ حقائبي
أتظاهر بالنّوم
أكتم صرخة في كهوف الرّوح
أرقب ذاك الذي يرقد في صمت أبديّ
لا يزعجه ما تلألأ من كلمات
أدمن العزف ليلا
ينشد أغنية حزينة
من منبعه إلى المنتهى
يسبح القول واثقا من تجديفه
ينثر رسائل للنّوارس ،
لعشّاق اللّيل ،
للحالمين ببزوغ الفجر قريبا
فتمسي الكلمات شعوبا وقبائل
والنّور إذا توهّج وأبرق
والرّعد إذا دمدم
والحرف إذا أبصر
والقلب إذا جاع
ليفسّرنّ حرفي وجعي
وليخشعنّ الصّمت أمام ما لم يكتب
بعد…!
بين دمعة ودمعة
ترقد تفاصيل الحكاية
بين دمعة ودمعة وصل لا يباع
و سرّ لا يذاع…
أشهد دمعة ودمعة
أنّي راوغت الشّطط
وولّيت وجهي شطر الصّواب
أشاغب ضجيج المساء
لنصلّي فرادى
روضة بوسليمي /تونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى