عبد الناصر سلامه يكتب :البحر الأحمر والخط الأحمر

حينما سمح الرئيس السوداني عمر البشير لإيران، بإقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، في بوتسودان، خرج الرئيس حسني مبارك على الفور محذراً، ومهدداً بقصفها، قائلاً إن إقامة قواعد عسكرية أجنبية على البحر الأحمر، خط أحمر، وبالفعل توقف المشروع الإيراني.
الآن، ولكن من خلال آل سعود، الذين وافقوا للولايات المتحدة على إقامة أكبر قاعدة عسكرية بإحدى جزرها على البحر الأحمر، في محاولة لإخضاع مصر، فيما يتعلق بالموقف في قطاع غزة، والموقف من إسرائيل بشكل عام، والتحكم في حركة الملاحة بقناة السويس، وحماية إسرائيل، وقد ردت مصر أيضاً من خلال وزير الخارجية، بأن الخط الأحمر مازال سارياً.
الآن أصبح الصراع على المكشوف، وآل سعود لا تردعهم الصداقة، ولا وحدة الدين، أو الإقليم، أو أي شئ من هذا القبيل، وتآمروا من قبل ليس على جمال عبدالناصر فقط، بل على مصر، اعتادوا الانحناء أمام أسيادهم الأمريكان والبريطانيين، وها هم يواصلون مسيرتهم المشينة.
إعادة رسم خريطة المنطقة، التي يتعهد بها نتنياهو بشكل يومي، بمشاركة حليفه الأمريكي ترامب، تتضمن بالدرجة الأولى أطماعاً في مصر، بدأت بجزيرتي تيران وصنافير، والآن يدور الحديث عن سيناء وقناة السويس وتواجد في البحر الأحمر ودعم إثيوبيا وتخريب دول الجوار، السودان وليبيا، ودعم نظام متطرف في سوريا، إلى غير ذلك من كثير، جعلهم يعتقدون أن مصر لقمة سائغة.
وسبحان الله، نفس الكأس الذي استخدموه ليشرب منه البعض في عام ٢٠١٣ وبنفس الأشخاص، يسعون لاستخدامه الآن لتحقيق أهدافهم، على الرغم من اختلاف المناخ تماماً، وهو في حد ذاته غباء منقطع النظير، ذلك أننا أمام قضايا أمن قومي من طراز رفيع، وإذا كانت قد حدثت تنازلات يوماً ما في إطار سداد فواتير معينة، فقد آن أوان إصلاح ما أُفسد.
ويبقى الطابور الخامس بالداخل، هو الأزمة الحقيقية، التي يجب مواجهتها، قبل التعامل مع الخارج، السعودي والأمريكي بشكل خاص.