و أبتسم .. شعر : عزوز العيساوي

تلبس الأرض فُستانًا بلون الفجر
فتزهر ابتسامات
من سبقونا إلى المدى
من كتبوا شواهِدهم بلا تسماء
من وزعوا رذاذ الياسمين
من أجل حياة تضحك
حياة تُطل بوجهها من نافذة السماء
لتقول لنا : تباً لانتِظاركم الطويل
أما شَبعتُم من الصراخ و من الحروب؟!
تنبتُ أعشاش الضحي
من طول صمتي
تنبتُ أعشاش الظهيرة على شفتَّي…
أُُحلِّق بأجنحَة الخيال إلى سقف سمائي
لأدرُّ حليب الأرض
من شبق سحابةِ عجفَاءَ ،
لعلها تمطر حروف اسمك ،
فيستقيمُ النبضُ العاشقُ للماء
إذا عَزّ لقاء البحر والمطر ..
أراني أعيد تصفيف ريش حناحيَّ
كلما اشتدَّ بي الصمت ..
الوقتُ في حقيبتي ممتلئُ الوِفاضِ ،
كما سرير يُعاقِرُ كأسَ القِدم ،
أرتمي عليه..
من أجل أن يكفَّ
دبيب النمل في رأسي ..
مَنْ يُوقفُ هدير الحزن في قلبي
ويرتشف ما تبقَّى مِن ْكأسِ حيرتي ؟
مَنْ ينفضُ كل هذا القلق
عنْ رأسي …
و يمتصُّ كوحشٍِ أدركه الفِطامُ
دماءَ الكآبة مِنْ روحي ؟
أراني مازلتُ في طابور الاحتياط
لا استحق رغيفَ يومٍ
ونورَ شمعة ترسم على شفتي
قُثَارَ الابتسام ..
ومن عطشي
أريد أن آمتصَّ حيرتي
أُرصُفُها على حبل غسيل
تعشقُهُ جَدَائلُ الشمس الجَوْعى
كلحمٍ مُقدد
و أمسَح خطيئة اليأس من قلبي .
فأعود إلى رُشدي وأبتسم..
عزوز العيساوي