كتاب وشعراء

جولة بين أزقة هلسنكي…نعيمة السي أعراب

جولة بين أزقة هِلسِنكي قادتني إلى لقاء صديق قديم من العصر الحجري. وجدتُني أشكو له همي، الذي هو هم الإنسان في عالم يزداد ظُلماً ووحشية. ظل ساكناً لحظات، حتى خِلتُه لن يجيب، ثم جاءني جوابه على شكل ذبذبات التقطتها أذناي بوضوح:
“ما جا عذاب من دون أسبابو
والعيش ها احنا في أتعابو
قوي جناحك وسير يا قلبي
راه أيام الظلم تفوت وناسها يغيبوا
وناسها يغيبوا يا قلبي”

لم أستغرب أن بَلَغَته هذه الحكمة الغيوانية، فقد سبقتها إلى بلاد الفايكينغ، حكمة أخرى مع الرحالة “أحمد بن فضلان” الذي زار بلاد العجم والترك والصقالبة والروس واسكندنافيا والخزر، في رحلة امتدت ثلاث سنوات، بعدما أرسله الخليفة العباسي “المقتدر بالله”، في 921م، ضمن بعثة رسمية إلى ملك صقالبة حوض الفولغا، “ألمش بن يلطوار”، بطلب من هذا الأخير ليعرفه شرائع الإسلام، ويبني له حصنا يحمي مملكته من تهديدات الخزر الذين كانوا يدينون باليهودية.

ابتسمتُ وكأني تخففتُ من همومي، ومضيتُ وأنا أدندن الأغنية التي واساني صديقي الوفي ببضع من كلماتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى