فيس وتويتر

طه خليفه يكتب :يتعامى حزب الله عن واقع جديد في المنطقة

يتعامى حزب الله عن واقع جديد في المنطقة، وهناك غيره من يتجاهل هذا الواقع أيضاً.
الحزب اليوم ليس كما كان قبل أن تُوجه إسرائيل له ضربات قاصمة وتُجبره على قبول وقف النار بشروط مُهينة.
والحزب بلا داعم داخل لبنان، بإستثناء شرائح شعبية شيعية مستفيدة منه مالياً وخدماتياً.
والجديد أن نبيه بري رئيس مجلس النواب، وهو السند السياسي الرئيسي له بدأ يغير مواقفه تجاه الحزب، فهو مع تسليم سلاحه للدولة اللبنانية.
وجود السلاح مع حزب الله لم يعد مُزعجاً لإسرائيل، ولا رادعاً لها، فهى غيرت معادلات التعامل معه وتضرب في مفاصله ومراكزه الحساسة.
اغتيال نصرالله، وهاشم صفي الدين، وطابور من قادة الحزب السياسيين والعسكريين، ترك أثراً عميقاً في الحزب.
أمريكا وإسرائيل لن تسمحا باستمرار وجود السلاح في حوزته، وهذا السلاح فقد زخمه وقدرته.
و الرئاسة والحكومة في لبنان ضد هذا السلاح.
وجميع القوى السياسية في لبنان ضده أيضاً، بما فيها حركة أمل التي تمثل ثنائياً مع الحزب في التمسك بالسلاح.
إيران الداعم الأول والأكبر لحزب الله مشغولة بحماية نفسها بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية العنيفة لها والتي كشفت عن خواء النظام وضعف قدراته العسكرية، إلا الصواريخ.
إصرار حزب الله على التمسك بالسلاح، ليس لمواجهة إسرائيل فقط، وإن كانت هذه المواجهة لم تعد بمقدوره بعد الضربات الأخيرة له، إنما إصرار الحزب على الاحتفاظ بالسلاح هدفه فرض وجوده ونفوذه على لبنان، وتخويف وتهديد كل القوى والتيارات والطوائف اللبنانية، ليظل دولة داخل الدولة، وهذا هدف وضيع وخبيث.
ما لم تنتهي قصة السلاح هذه فإن لبنان لن يستقر، وقد يُواجه حرباً أشد عنفاً وقسوة عما سبقها من إسرائيل.
إما الدولة، أو الميليشيا.
وكل دولة ظهرت فيها ميليشيا كان مصيرها السقوط والإنهيار.
ولبنان في الحرب الأهلية نموذجاً، وما بعد الحرب الأهلية واقع مرير.
وهناك ليبيا، واليمن، والصومال، والسودان، وسوريا والعراق، والجزائر خلال العشرية الدموية، وفلسطين بعد انقسام غزة والضفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى