فلسفة الجراح…….بقلم خالد جمال

قالوا لقد صُلِبَ الحسينُ وهاجروا
وجدوكَ ربّاً اشركوا وتكاثروا
عيناكَ عرشٌ فاستوى في عرشهِ
مازلتَ كرسياً وربٌّ ظاهرُ
مازلتَ في روحِ المسيحِ منقباً
مازالَ فيكَ مسيحُهم يتظاهرُ
مازالَ آدمُ بالحسينِ مخضباً
الطفُّ قابيلٌ ونحركَ ساجرُ
مازالَ ربُّكَ للجراحِ مداوياً
في كلِّ جرحٍ كم إلهٍ ظاهرُ
ها هم جنودُ اللهِ نحركَ نحرُهم
ذُبِحت ملائكةٌ وطفُّك ناظرُ
لا تذبحوهُ فقد أتتكم جزيةٌ
أنوارُ ربِّكَ والظلامُ لفاجرُ
قد هاجرت كلُّ النجومِ بعولها
قد طلقتَها والطلاقُ لكافرُ
استفهامُ موسى للحسينِ وربّهُ
فتجلّى ربُّك بالحسينِ يجاهرُ
مازلتَ تفتنُهم تشبَّه نوركم
ذبحوا ظلالكَ والدماءُ تناورُ
مازلتَ بحراً و الغريقُ جهنمٌ
فمتى ستنجو والصراطُ يناظرُ
صوتٌ تعالى والسماءُ أسيرةٌ
من ذا يحررُها ونحركَ حاضرُ
من ذا يسوقُ الماءَ أنتَ تسوقهُ
ونياقُ موجٍ للرياحِ تعاقرُ
مازلتَ تنسجُ للمياهِ ثيابَها
قد أمصلت من بعدِ غزلٍ عاقرُ
الشاةُ وقتٌ والذئابُ تحيطُها
هيهات وقتكَ للذئابِ يحاورُ
مازلتَ تسلخُ للظلامِ جلودهِ
فكشفتَ سوءتَهُ وظلُّكَ ماطرُ
الماءَ تزجرُهُ الدماءُ تقيلُهُ
قد صوّتَ العطشُ المياهُ لصاغرُ
الرمحُ موزونٌ ترى بعروضهِ
خللاً فألحنت السيوفُ تناحرُ
الليلُ مملوكٌ إلى ظلماتهِ
أخزاهُ طفُّك والحسينُ معاصرُ
ذرفت فأمواتاً عيونُ ظلامِهم
وذرفتَ أكواناً ونحرُكَ قاهرُ
عانقتَ ربَّكَ و العناقُ تفجرت
منها غيوبٌ والسماءُ تغادرُ
وبقرتَ ليلاً والسديمُ تضرجت
نزفت نجومٌ والوجودُ تهاجرُ
الماءُ مصلوبٌ على نيرانيهِ
أحييتهُ وسقيتهُ يتآمرُ
الماءُ لمحَّ للدلاءِ يصونُها
حينَ أقتربتَ أيا حسينُ تشاجروا
أضلاعُكَ الكبرى تضمُّ عوالماً
في أي عرشٍ للإلهِ تشاطرُ.