مونولوج داخلي…..بقلم رشا هشام

الآن
أُحدّق في مرآتي، وأتساءل :
من أكون في أعين من أحببت ؟
هل أنا صديقة ؟ أم مجرّد هدنةٍ قصيرة في صخبِ حياتهم ؟
هل أُحِبُّ لأنّني نقية ؟
أم لأنّني لم أتعوّد بعد على بناء الأسوار ؟
كلّما تعاملتُ بصدق، صار الانكسار أعمق
وكلّما وضعتُ قلبي على الطاولة
عادوا ليسألوا بدهشةٍ باردة :
لماذا كلّ هذا التأثّر ؟
كأنّ الشفافية خلل
وكأنّ الحبّ الطوعيّ جريمة لا تُغتفر
ثمّ ما بال العلاقات
أصبحت مواعيد انتظار ؟
كأنّ وجودنا مرهونٌ بفراغهم
وكأنّنا في مسرحٍ، لا يبدأ المشهد
إلّا بدخول البطل
ونحن !!
نحن الدّمى التي يعاد ترتيبها بعد كلّ فصل
أليس من المرهق أن نمنح الوقت، ونُمنح التجاهل ؟
أن نحسن الظنّ، ويساء إلينا بالصّمت ؟
أيُّ زمنٍ هذا ؟
تصبح فيه المبالغة في اللّطف ضعفًا
وتجرَّم فيه الحقيقة
ويُدان فيه الصدقُ كأنّه جنونٌ لا يطاق
دعوا العلاقات وشأنها
إن لم تُبنَ على النّدّية، فلتسقط
وإن لم تُدرِك قيمة وقتنا ومشاعرنا
لسنا دُمى
نحن بشرٌ لنا قلوبٌ تهرم
وأرواحٌ تقاس بالخيبات
لسنا ملحقًا في هوامش حياة أحد
نحن النصّ الكامل
لكن في كتبٍ لم يجرؤ أحد على قراءتها بعد !