تَلمُّسُ العَتمة…..بقلم أفراح الجبالي -تونس-

أيّتُها السماءُ التي قبضتْ مُقابِلي، دَفعتُ اليوم
مكَابِحَ سيَّارَتي وأحدَثَتْ صَفيرًا
مُجلجِلا
في الفضاء.
الآن،
فَرقٌ هائل
بين تلألؤ عينيّ الدامعتَين
و ألَمِ رُوحي الأعمَق، والضَّوءِ العَشوائيّ على الطريق: أخضر، أحمر،
و سُحُبٍ عَشوائيّة برائحةِ بنزِين، والشيءِ الذي اشتَريْتُه مِن المَتجَر، و سنواتِ القَفزِ في البِرَك
و النُّباحِ المُسرِع
مَمزوجًا بعَرَقٍ لا شَكّ مالِح، حارِق، يَختَنِقُ في قَبضَةِ أطفال
يُهروِلون
بَين عَجَلاتٍ سَتَنطلِق والمُحرِّكاتِ العَابِرة،
نهارٌ يَتمزَّقُ بين أوصَالِه.
قُلتُ إذًا فَرقٌ هائل،
بين الرِّباطِ و شَفَتي
و السُّحُبِ الدَّاكنة، في نَهارٍ سَيَعبُر يَغشِّي الأعيُن،
بينَ استِجدَاءِ اليَد، والبَسطِ عَلى بُعدِ قَدمٍ واحِدة
و هذا الصُّراخ
وما يَخافُ في الظَّلامِ، وفي زَوايا مُعتَّمة،
و المئذنَةِ الصَّادِحة
هُنا، في مَدينةٍ بَحرِيَّة، دُونَ سَبَب،
تَملَؤها الأخطاء.
لَيسَ غَير الشَّبَح، لِدَمعَتَيْن
شَاردتَيْن، شَاردتَيْن
فَرقٌ، قُلتُ هائل، هائل
بين المدفَعِ المُدوِّي و قُربِ قَطَراتِ النَّدَى،
تحتَ شَمسِ النَّهار، وأفضلِ الأحوالِ للقَرضِ الفَقِير،
و قُلوبِ بَشرٍ تائهَة
بين التَّهَيؤات، المُتمَوِّجة.
والنَّدَم والأسى.
أحاوِلُ التَّوازُن، و بلا صَخَبٍ، ودُون أيّ شيءٍ آخَر
أحاوِلُ عدمَ تَلمُّسِ الحَبل،
أن أتفادَى آلَةً
أحاولُ إيقادَ الشُّموع، وتذوُّقَ حامِلةِ المَلائكَة،
بين الحُزنِ بِلا راحَة
و الأذِيَّة .
السُّحُبُ ثانيَة
يا إلهي!
خَارجَ مَجالِ الرؤيَة، أتعثَّر، أتعثَّر
و شيءٌ آخَر
ما عُدتُ أسمَعُه
إذْ لمْ يَعُد يَعبُرُ، لمْ يَعد يَعبُر