نُوسْتالجْيا_مَدينَةٍ….بقلم نبيله الوزاني

1
الشَّمسُ
تَكتُبُني على صَدرِها
أُغْنيةً يَنقُلها الماءُ
إلى الزَّوارقِ ..
في المَدينةِ
الوَقتُ لا يَنامُ
كَعاشقٍ أَسْكرَتهُ حُوريّةٌ
بِحكايَا المَغارةِ
بيْنما هِرقْلُ
لا يُغادرُ مَكانَهُ
مِن بابِ البَحرِ
2
سِيمفُونيّةُ التّاريخِ
تُسافرُ بي
كَخصلةٍ
تَتراقصُ على كَتفِ الرّيحِ
فَأرانِي
أَبْجديّةً فِينِيقيّةً مَرّةً
ومَرّةً
سَاريّةً رُومانيّةً
فَوق فُسيْفُساءَ إِغْريقِيّةٍ
أَوْ قَصِدةً
تُخصِّبُ رَسائِلَ الحُبِّ
ومَرَّةً
مُوشَّحةً أَندَلُسيَّةً
تَتهادَى
في خَاصِرةِ الكَمانِ ؛
أَرانِي
فَي طَنجَتِكَ الكُوزْمُوبُولِيتانِيَّةِ*
يا بُولْ بُولْزْ*
لا أَحْتاجُ إلى بِطاقَةِ هُويَّةٍ ..
3
تَعودُ بي المَدافِعُ
إِلى سُورِ المَعْجَازينْ*
تُناوِشُ ريحُ الشَّرقيِّ *
غَيْمةً مُتوَسِّطيَّةً
فَيَمتدُّ في البَحرِ
صَدى زِرْيابَ بِصوْتِ التَّمْسَمَانِيِّ* /
كَأنّي بِحَفصَةَ*
تَدعُو البَحرَ لِحفْلةِ شَايٍ
مِن شُرفةِ الحَافَةِ*
فِي أُمسِيَّةٍ شِعْريَّةٍ ..
4
يُرسلُ لِي البَحرُ نَشرتَهُ
ثُمّ يَنسَحبُ
كَطِفلٍ خَجولٍ
علَى صَدرِ الغُروبِ /
القَواربُ المُرهَقةُ كَنِساءٍ
كُلّمَا خَذلَهُنَّ الحُبُّ
تَنزِفُ قُلوبُهنَّ الصَّمتُ
كَقصائِدَ تَحفظُ كُلَّ شَيءٍ
ولا تَقولُ أَيَّ شَيءٍ
5
النَّوارِسُ نَبيّاتُ البَحرِ
تَتأَطْلسُ فِي المُتوَسِّطِ
وتَتمَوْسطُ في المُحيطِ
وتَقرأُ سُورةُ المَوجِ
علَى الشُّطآنِ
أَسأَلُ كَابْ سْبارْطِيلْ*
أَن يُقْرضَني مِحْبرةً
لِأَكْتُبَ طَنجةَ
كُوكْتيلَ جَمالٍ
لا يَعرفُ البَحرُ
كَيفَ يَتهَجّى لَوحاتِهِ ..
6
أَتَسكّعُ
بَينَ الأَمْكِنةِ والأَزْمِنةِ
أَحملُ المَدينةَ في صَدري
بيْنما صَوتُ حُسيْن السّْلاوْي *
دَاخلِي يُردِّدُ :
” طَنْجَة يا لْعالْيَة
عَالْيَة وبْسْوَارِيها
أوْلَايْلَّاهْ * ”
فَأتمَاهَى في الصُّورةِ
وفي لَيالِي طَنجَةَ الّتي
تَنامُ حِينَ يَسْتيْقِظُ الصَّباحُ ..
،،،