كتاب وشعراء

وطنٌ و حبٌّ و فلسفة …..بقلم زكريا شيخ أحمد

وطنٌ و حبٌّ و فلسفة
على شرفة القلب جلستُ أسائلُني:
أيُّهم أولُ؟
الوطنُ، أم الحبيبة،
أم ذاك الطريقُ الذي لا يصل؟
قال لي الحكيمُ في داخلي:
كلُّهم وجهٌ لروحٍ واحدة لكن ،
لا تُسلم مفاتيحك بلا احتياط.
وطني؟
ليس خريطةً تُعلق فوقَ المكاتب
هو صوتُ أمي حين تسأل: أكلتَ؟
هو حنينُ الشارع حين أغيب
و ارتباكُ الغيم إن مرّ إسمي
فوق ترابِ القصيدة.
حُبّي؟
ليسَ ناراً ،
بل نَفَسٌ يمشي على قدمين خفيفتين
و ينامُ على وسادة الشوق دون قلق.
لكنّه ، رغم رقّته
يعرفُ أن الحبّ العظيم
يحتاجُ قلبا شجاعا
و عقلاً في جيبه احتياط .
أما الفلسفة؟
فهي أن تكتب المعنى على ماء
و تعود لتقرأه حين يجفُّ.
هي أن تحبَّ
ثم تسأل: لماذا أحبُّ؟
أن تؤمنَ بالوطن
ثم تهتف: هل الوطن يؤمن بي؟
هي أن تعيشَ كأنك خالد
ثم تموتَ كلّ يوم
بوقارِ نبيٍّ يعانق الشكَّ
و يقول: لعلّي مخطئ .
هكذا أنا…
أحمل وطني كصلاتي
و حُبّي كحلمي
و فلسفتي كظلي
و أضع في قلبي بهدوءِ العارفين
ركناً صغيراً
اسمه: الاحتياط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى