كتاب وشعراء

عطـــــــــش …..بقلم عدنان الريكاني

تَعَمَّدَتْ أنَامُلِي بِضَوْءِ الفَوَانِيْسِ، كُلّمَا حَاصَــــرَتِ الأقْــدَارُ بِغُبَـارِهَا شُقُوْقَ الحَائِطِ بوِلادَةِ وَعِرَّةَ، وَعَلَى حِدَّةِ الفُؤوْسِ تَرّكُضُ تَنْهِدَاتُهَا، تَخْلَعُ ثِيَابَ النَّهْرِ بوَشْمِ غَيْمَةٍ مَاطِرَّة، وَهِيَ تَفْتَحُ أزْرَّارَ عَقْلِي بِلِجَامٍ الحَنِيْن،تَسْرِقَ مِنْ كُلِ فَصَلٍ فَصْلٌ آخَرّ، وَتَعْزِفُ عَلى أوْتَــارِ الوَهَنِ بِكُلِ اشْتِهَــاء، مُتَمَرِّدَةً تُعِيْقُ خَطَوَاتِ النُشُوْرّ، لِتُعَزِّزَ أصْدَاءُ المَاضِي بِلا رِّهَانْ مَطْلُوْبْ .. تَطْرُقُ أبْوَابَ مَدِيْنَةٍ مَنْسِيْةٍ شَاخَتْ فِيْهَا الذِكْرَّيَاتُ مِنْ هَوْلِ الصَّدْمَةِ، التَزَمَتِ الصَّمْتُ بِدَاعِي الشَّبَعِ، وَالعَطَشُ يَنْخُرُّ عِظَامُهَا وَتَنْفُخُ فِي صَحْرَّاءِ عُيْونِهَا القَاحِلةَ إلا مِنْ صُوْرَّتِهِ، كوَاحَةٍ غَنَّاءَة تُثْمِرُ الرُّوْحَ وَتَسُرُّ قَلبُهَا المِسْكِيْن، تَجُوْبُ بِأزِقَتِهَا الفَارِغِة وَتَتَرَّقْبُ تَحَرُّكَاتِ أمْوَاجِ النَّاسْ، وَبَيْنَ فَيْنَةٍ وأخْرّى تَقْرَّأ أذْكَارَ تَمِيْمَتُهَا، تُتَمْتِمُ بِذِكْرِهِ سُجُوْدًا فَاقِدَة للوَعِي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى