كتاب وشعراء

في مديحِ الحزنِ……..بقلم أماني الوزير

في مديحِ الحزنِ…
كان عليكَ أن تبكي على كتفِ امرأةٍ…
في صُدفةٍ ما…
أن تنتحبَ في عناقِ ظلّها.
امرأةٌ…
لم يفلت عطرُها من قميصِكَ،
ولم يفلت جسدُها من عطركَ.
امرأةٌ تشبه زبَدَ البحر،
حنجرتُها رخوةٌ،
كموجةٍ على شاطئٍ مُنحرِفٍ على المتوسّط.
شهيةٌ كحبةِ فراولةٍ في ظهيرةٍ صيفيةٍ حارّةٍ في منتصفِ تمّوز،
نقيّةٌ كنجمةٍ قصيّة
لم تطَلْها السماءُ بسوء.
يغارُ منها البنفسج،
إذا أحبَّها الياسمين،
ومَنحَها كلَّ العطرِ في همهمةٍ دافئة.
لم ينعتقْ منها السرُّ
إلا في نبوءةٍ باردةٍ
بفنجانِ قهوةٍ.
بلغةٍ حميمةٍ تُنكرُ فيها دورَها في الدمعة،
ودورَها في المأساة…
لتحصلَ وحدكَ
على كلِّ الحزنِ طواعيةً،
لأنّ حماقةَ البكاءِ
“لا تليقُ بعينيها”…
على حدِّ قولكَ.
بالحنينِ المُفرِطِ بينكما…
كنصفِ نجاةٍ من حمحمةِ التوتّر،
بتزويرِ روزنامةِ العُمرِ حتى تمرَّ الأيام،
لاستعادةِ تفاصيلَ صغيرةٍ
جمعتنا حينَ غفلة.
وأنا أعيشُ مع أشياءٍ
أُعِدّت خصيصًا لك،
دون أن أدري…
كقراءتِكَ روايةً
لا تعرفُ كاتبَها،
لأني أحببتُها فقط.
لتتبعكَ فكرةُ فيلمٍ أخبرتُكَ عنه،
لأنّ تفاصيلَه تُخمِدُ نيرانَ واقعي الأهوج،
لانصياعكَ لفكرةِ أن يكونَ القلبُ فيها
هو السيدُ الوحيد:
لا العقل،
ولا الجنس،
ولا الجسد،
ولا كلُّ أشيائنا الفيسيولوجيّة،
ولا كلُّ ذلكَ الضّعفِ الذي لا يُغتفر.
يُغريني هذا المستحيلُ في قصّتنا…
المستحيلُ
الذي يجعلُ امرأةً ميّتةً تجوبُ الشوارع
بقلبٍ حافٍ،
لتحفرَ اسمَيكما على الأشجار،
وهي تدركُ جيدًا
أنّ الطريقةَ الوحيدةَ في سلامتِها…
أن تُبقي بلادَ قلبِها
دونَ ماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى