ما يشبهني فيك…..بقلم مها السحمراني

ما يشبهني فيك
بقلم:مها السحمراني
لم أكن أبحث
لكنني كنت على الحافة
حافة الشعور بشيء
لم أعرفه بعد
وجاء صوتك
لا أعرف كيف يحدث هذا
أن يمر غريب
ويترك في الهواء
اهتزازا أعرفه
لم نكن نحتاج إلى بداية
ولا إلى لغة نرتبها بدقة
كان يكفي أن نكون
كي تنفرج المسافة بيني وبيني
شيء فيك لا يشبهك
بل يشبهني
حين لا يراني أحد
هذا ليس حبا
ولا تعلقا
ولا ما يسميه الناس لقاء الروحين
إنه تعرّف بلا تعريف
كأن شيئا فيّ
عاد إلى مكان لم أزره من قبل
أحيانا
أسمعك حين لا تقول
وأشعر بك
حين تغيب
لا تفسير لهذا
ولا حاجة له
لكن قلبي دون إذن
ينتبه حين تمر فكرة تشبهك
لم أعد أؤمن بالمصادفات
ولا بالخطط
ما بيني وبينك
لا يمشي على توقيت الوقت
ولا على جدول اللقاء
إنه شيء
ينتظم في داخلي
كإيقاع لا يسمعه أحد
لكنه يغير فيّ شيئا
كلما مر طيفك
ربما لن نلتقي
وربما نلتقي
كما يلتقي الضوء بظله
دون أن يلمسه
لكنني عرفت الآن
أن الأرواح
حين تتصل
لا تطلب إذنا من الواقع
سأمضي
لكن بي شيء منك
يمشي معي
لا يعرّف نفسه
ولا يرحل
لست بحاجة لفهم ما حدث
ولا لإثباته
يكفيني أن شيئا ما فيّ
تحرك حين عبرت
وظل مستيقظا بعدك
ربما الأرواح لا تشرح
ولا تكتب رسائل واضحة
لكنها تترك أثرا
يمكن أن نلمسه
حين نصغي لأنفسنا
بهدوء
وهكذا
في لحظة لا نعرفها
وعبر بوابة صمت طويل
حدث ما يشبه اللقاء
بين أرواح ترفرف
بلا وزن أو زمان
كل الشكر والتقدير لسعادة رئيس التحرير الإعلامي أحمد سعد
على احتضانه للنص ودعمه للكلمة الحرة النابعة من عمق الشعور
نشر قصيدتي في جريدة العربي اليوم ليس مجرد مساحة حبر
بل هو مساحة ثقة أعتز بها
ودافع للمضي قدمًا في درب الكتابة بكل ما تحمله من مسؤولية وبالغ
امتناني الكبير لك وللمنبر الإعلامي النبيل الذي تمثله
وتمنياتي بدوام التميز والتألق