“أَبُو عُبَيْدَةَ”….بقلم محمد خالد النبالي

كَــفٌّ بِيَــدِّكَ لِلسَّمَـاءِ تـُلامِسُهْ
وجَمِيعُ أبـنَــاءِ اليَــهُــودِ فَـرَائِسُـهْ
يـا عَـابِــدَ الرَّحمنِ لَـيْــلُـكَ مُقْـمِــرٌ
وخُـطَـاكَ في شَمْسِ الـحُـرُوبِ فَـوَارِسُـهْ
الطَّعْنُ في أُمِّ الـمَـــعَارِكِ نَهْجُــهُ
وكَأنـهُ طَقْـسُ الصَّباحِ يـُـمَـارِسُهْ
أوْ أنـَّهُ زِيٌّ لِـفَـارِسِ أُمَّــةٍ
في كُـلِّ يـَومٍ بالــمَـواقِـعِ لابِسُـهْ
مِـنْ أيِّ جَيْشٍ ليسَ مِثلُكَ كَـرَّةً
مَـنْ ذَا بِأبطَــالِ الـجُيُـوشِ يـُنَـافِسُـهْ
الخـيــلُ في أرْضِ الـدِّمَـاءِ تـُحِـبُّــهُ
فَـصَهِيلُهَا يـُنْبِي بِـأنـَّكَ سَـائِسُـهْ
والعَسْكَرِيـَّــةُ بَعضُ فَــنِّ عُــلُــومِــهِ
مُــذْ كَانَ طِـفــلاً لِلقِـتَــالِ يـُدَارِسُـهْ
لَـوْ أنَّ وَهْـجـًا في السَّحَـابِ مُـحَـارِبـًا
فُـلْكـًا فَـإِنـَّكَ دُونَ وَعْيٍ قَـابِسُــهْ
فَـأبـُو عُـبَيدَةَ مِـثــلُ نـَخْـــلٍ بـَاسِـــقٍ
طَــابـَتْ بِــهِ عِـنــدَ الجِــهَــادِ مَـغَـارِسُــهْ
مُــذْ حَــلَّ في أرْضِ الشَّهَادَةِ والـخُطَى
لِــرَصَاصِ أعْــدَاءِ الـبِــلادِ تـُشَاكِـسُـهْ
يـَمْشِي عَلَى قَــدَمٍ كَـأنَّ ثَـبَــاتـَهُ
لَـيْــلٌ أحَـاطَ بِــهِ اليَــهُــودَ حَـنَـادِسُـهْ
فَتَراهُـمُ في التِّــيـــهِ قَـائِــدُهُمْ مَضَى
يَهْذِي وَذُلُّ الأشْقِيَـاءِ يـُجَـانِسُـهْ
فَـأبـُو عُـبَيدَةَ صَـارَ يـُفْـزِعُ نـَوْمَـهُـمْ
فَـــهُــوَ العَــذَابُ بِـلَــيْلِــهِـمْ وَهَـوَاجِسُـهْ
للهِ في أرْضِ الفَظَائِعِ كُلِّهَا
شَهْمٌ ومِنْ دُرِّ الكُـنُـوزِ نَفَائِسُهْ
فَهُـوَ ابنُ أُمِّ الـحَاطِمَاتِ لِصَفِّهِمْ
وَهُـوَ الـمُمِيتُ لِصَوْتِهِمْ وَخَوارِسُهْ
مَـنْ عَاشَ يَرْغَبُ في الحيَاةِ لِبـُهْــرُجٍ
فَهُوَ الَّذِي في سِجْنِ ضِلْعٍ حَابِسُهْ
قَـد طَــلَّــقَ الشَّهَواتِ مُـنـذُ طُــفُـولَـةٍ
وَأتـَى لِـصَـوْتِ الـثَّـائِـرِيـنَ يـُجَالِسُـهْ